للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ قال: قالوا "هطي سمقاثا ازمه مزبا" فهي في العربية: (حَبَّة حِنْطَة حَمْراء مَثْقُوبة فيها شَعْرهّ سَوْداء) (١)،

وقد ذكر الله تعالى أنّه عاقبهم على هذه المخالفة بإرسال الرِّجْز الذي أنزله عليهم، وهو الطاعون، كما ثبت في "الصحيحين" من حديث الزهري عن عامر بن سعد (٢)، ومن حديث مالك عن محمد ين المنْكَدِر وسالم أبي النضر (٣)، عن عامر بن سعد، عن أسامة بن زيد، عن رسول الله أنه قال: "إنَّ هذا الوَجَع (أو السّقم) رِجْزٌ عُذِّبَ بهِ بَعْضُ الأمَم قَبلَكم".

وروى النسائي (٤) وابن أبي حاتم -وهذا لفظه- من حديث الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، وأسامة بن زيد وخزيمة بن ثابت فالوا: قال رسول الله : "الطاعُونُ رِجْزٌ عَذابٌ عُذّبَ بهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم" (٥).

وقال الضحاك عن ابن عباس: الرِّجْز: العذأب وكذا قال مجاهد، وأبو مالك، والسدي، والحسن، وقتادة. وقال أبو العالية: هو الغضب.

وقال الشعبي: الرِجْز: إمّا الطاعون، وإما البرد.

وقال سعيد بن جبير: هو الطاعون.

ولما اسقرت يد بني إسرائيل على بيت المقدس استمروا فيه وبمن أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتاب الله التوراة حتى قبضه الله إليه وهو ابن مئة وسبع وعشرين سنة، فكان مدةُ حياته بعد موسى سبعًا وعشرين سنة.


(١) المصدر السابق (١/ ٢٤١).
(٢) أخرجه البخاري في ترك الحيل من صحيحه (٦٩٧٤) من حديث شعيب عن الزهري، به، وأخرجه مسلم من حديث يونس ومعمر عن الزهري (٢٢١٨) (٩٦).
(٣) أخرجه البخاري في ذكر بني إسرائيل من صحيحه (٣٤٧٣)، ومسلم (٢٢١٨) (٩٢).
(٤) في الطب من سننه الكبرى (٧٥٢٣).
(٥) قصَّر المصنف رحمه في قي تخريج هذه الطريق، فقد رواه مسلم من حديث الثوري، يه (٢٢١٨) (٩٧).