للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبَّاد (١)، فأكرمه واحترمه وسأله عن شيءٍ [من المسائل] (٢) فقال: لا أعرف نصفُ العلم. فقال: صدقتَ، وسبقك أبوك إلى النصف الآخر (٣).

محمد بن الحسن بن دريد بن عَتَاهية (٤): أبو بكر بن دُرَيد، الأزْدِي، اللُّغوي النَّحْوي، الشَّاعر، صاحب "المقصورة" (٥).

ولد بالبَصْرة في سنة ثلاثٍ وعشرين ومئتين، وتنقَّلَ في البلاد لطلب العِلْم والأدب، وكان أبوه من ذوي اليَسَار، وقَدِمَ بغداد وقد أسَنَّ، فأقام بها إلى أن توفي.

روى عن عبد الرحمن ابن أخي الأصْمَعي، وأبي حاتم، والرِّياشي. وعنه أبو سعيد السِّيْرافي، وأبو بكر بن شَاذَان، وأبو عبيد الله المَرْزُباني، وغيرهم.

ويقال: كان أعلم الشعراء، وأشعر العلماء. وقد كان متهتِّكًا (٦) في الشراب.

قال أبو منصور الأزْهري: دَخَلْتُ عليه فوجدْتُه سكران، فلم أعد إليه (٧).

وسُئِلَ عنه الدَّارَقُطْني فقال: تكلَّموا فيه.

وقال ابنُ شاهين: كنا ندخل عليه فنستحيي مما نرى من العِيْدان المعلَّقة [وآلات اللهو] (٨) والشَّراب المصفَّى، وقد جاوز التسعين وقارب المئة (٩).

وكانت وفاته في يوم الأربعاء لثنتي عشرة بقيت من شعبان. وفي هذا اليوم كانت وفاة أبي هاشم بن أبي علي [الجبائي المعتزلي] (١٠) فصُلِّيَ عليهما معًا، ودُفِنا في مقبرة الخيزرانية وقال النَّاس: مات اليوم علم اللغة، وعلم الكلام. وكان ذلك يومًا مطيرًا.


(١) سترد ترجمته في وفيات سنة (٣٨٥ هـ).
(٢) ما بين حاصرتين من (ط).
(٣) في (ط): وسبقك أبوك إلى الجهل بالنصف الآخر. وهي زيادة مقحمة على النص لا تتفق واحترام ابن عباد لأبي هاشم. والخبر في وفيات الأعيان (٣/ ١٨٣) وفيه: إلا أن أباك تقدَّم بالنصف الآخر.
(٤) في (ح) ابن عبد الله، وهو تحريف. وترجمته في مروج الذهب (٢/ ٥١٨) طبقات الزبيدي (٢٠١) معجم الشعراء (٤٢٥) الفهرست (٩١ - ٩٢) تاريخ بغداد (٢/ ١٩٥ - ١٩٧) الأنساب (٥/ ٣٠٥ - ٣٠٦) نزهة الألباء (١٧٥ - ١٧٨) معجم الأدباء (١٨/ ١٢٧ - ١٤٣) إنباه الرواة (٣/ ٩٢ - ١٠٠) المنتظم (٦/ ٢٦١ - ٢٦٢) وفيات الأعيان (٤/ ٣٢٣ - ٣٢٩) سير أعلام النبلاء (١٥/ ٩٦ - ٩٨).
(٥) طبعت غير مرة.
(٦) في (ظا) و (ب) منهمكًا.
(٧) مقدمة التهذيب (١/ ٣١).
(٨) ما بين حاصرتين من (ط).
(٩) نزهة الألباء (١٧٦).
(١٠) ما بين حاصرتين من (ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>