كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة تسع وأربعين وثلاثمئة - وممن توفي فيها من الأعيان - ج: 12 - ص: 206

وتصدَّق بالباقي ولم يبق له شيء بالكلية، فاجتاز به رجل، فتصدَّق عليه بثوبين، فلبسهما وخرج، فانقطع إلى العلم والعبادة حتى مات، ﵀.

أبو علي الحافظ (١) الحسين بن علي بن يزيد بن داود: أبو علي، الحافظ، النَّيْسابوري.

أحد الأئمة الحُفَّاظ المتقنين المكثرين المصنِّفين، قال الدَّارَقُطْني: وإن إمامًا مهذبًا، وكان ابنُ عقدة لا يتواضع لأحدٍ كتواضعه له، وكانت وفاته في جمادى الآخرة من هذه السنة عن ثنتين وسبعين (٢) سنة، ﵀.

حَسَّان بن محمد بن أحمد (٣): ابن هارود (٤)، أبو الوليد، القُرَشي.

الفقيه الشَّافعي، إمام أهل الحديث بخراسان في زمانه، وأزهدهم وأعبدهم، أخذ الفقه عن ابن سُرَيج، وسمع الحديث من الحسن بن سُفْيان وغيره، وله التَّصانيف المفيدة، وقد ذكرنا ترجمته في (طبقات الشافعيين)، وكانت وفاته ليلة الجمعة لخمس مضين من ربيع الأول من هذه السنة، عن ثنتين وسبعين سنة.

حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم بن الخَطَّاب (٥): أبو سليمان، الخَطَّابي.

سمع الكثير، وصنَّف التصانيف، منها "المعالم" شرح فيها "سُنَن أبي داود"، و"الأعلام" شرح فيه البخاري، و"غريب الحديث"، وله فهم مليح، وعلم غزير، ومعرفة باللغة والمعاني والفقه، ومن أشعاره قوله:

ما دُمْتَ حيًّا فَدَارِ النَّاسَ كلَّهُمُ … فإنَّما أنتَ في دأرِ المُدَاراةِ

منْ يدرِ دارى ومن لم يدرِ سوف يُرى … عمَّا قليلٍ نديمًا للنَّداماتِ

---

(١) تاريخ بغداد (٨/ ٧١ - ٧٢) المنتظم (٦/ ٣٩٦) معجم البلدان (٥/ ٣٣٢ - ٣٣٣) تذكرة الحفاظ (٣/ ٩٠٢ - ٩٠٥) العبر (٢/ ٢٨١ - ٢٨٢) سير أعلام النبلاء (١٦/ ٥١ - ٥٩) مرآة الجنان (٢/ ٣٤٣) طبقات الشافعية للسبكي (٣/ ٢٧٦ - ٢٨٠) النجوم الزاهرة (٣/ ٣٢٤) طبقات الحفاظ (٣٦٨ - ٣٦٩) شذرات الذهب (٢/ ٣٨٠) تهذيب تاريخ ابن عساكر (٤/ ٣٥٠ - ٣٥١).
(٢) في (ح) و (ب) و (ط): عن اثنين وخمسين سنة، وهو وهم، والصواب ما أثبتناه، فولادته كانت سنة (٢٧٧ هـ)، انظر سير أعلام النبلاء (١٦/ ٥١).
(٣) المنتظم (٦/ ٣٩٦) تذكرة الحفاظ (٣/ ٨٩٥ - ٨٩٧) العبر (٢/ ٢٨١) سير أعلام النبلاء (١٥/ ٤٩٢ - ٤٩٦) مرآة الجنان (٢/ ٣٤٣) طبقات الشافعية للسبكي (٣/ ٢٢٦ - ٢٢٩) طبقات الحفاظ (٣٦٦) شذرات الذهب (٢/ ٣٨٠).
(٤) في (ط): مروان، وهو تحريف.
(٥) هكذا ترجمه ابن الجوزي في "منتظمه" في وفيات هذه السنة، والصحيح أنه توفي سنة (٣٨٨ هـ)، وسيورد ابن كثير ترجمته في وفياتها.