للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد طالما زارُوكُمُ في دياركُمْ … مسيرةَ عام بالخيولِ الصَّلادم

وأما سِجِسْتانٌ وكَرْمانُ والأُلى … بكابُلَ حَلُّوا في بلاد البَراهمِ

إلى فارسٍ والسُّوس جيشٌ عَرَمْرَمٌ … وفي أصبهانٍ كلُّ أروعَ عازمِ

فلو قد أتاكم جَمْعُهُمْ لغَدَوْتُمُ … فرائسَ كالآسادِ فوقَ البهائمِ

وبالبَصْرة الزهْراء والكُوفةِ التي … مثهت ونادي واسطٍ فالكظائم (١)

جموعٌ تُسامي الرَّمْلَ جمٌّ عديدُها … فما أحدٌ تنويه منها بسالمِ

ومن دونِ بيتِ الله في مكَّةَ التي … حَبَاها بمجدٍ للثُّريَّا مُزاحمِ

مَحَلُّ جميعِ الأرْضِ منها تيقنًا … مَحَلَّةُ سُفْلِ الخُفِّ من فَصِّ خاتمِ

دِفاعٌ من الرحمنِ عنها بحقِّها … فما هوَ عنها كَرَّ طَرْفٍ برائمِ

بها وقعَ الأُحْبُوشُ فيها وقَبْلَهُمْ … بِحَصْباءَ طَيْرٍ في ذُرَى الجوِّ حائمِ

وجَمْعٍ كَجَمْعِ البَحْرِ ماضٍ عَرَمْرَمٍ … حَمَى سُرَّة البَطْحاءِ ذاتِ المحارمِ

ومن دونَ قَبْرِ المُصْطفى وَسْطَ طِيْبةٍ … جموعٌ كمُسْودٍّ من اللَّيْلِ فاحمِ

يقودُهُمُ جَيْشُ الملائكةِ العُلا … كِفاحًا ودفعًا عن مُصَلٍّ وصائمِ

فلو قد لقيناكُمْ لعُدْتم رمائمًا … بمن في أعالي نَجْدنا والتَّهائمِ

وباليَمَنِ المَمْنوعِ فِتْيانُ غارةٍ … إذا ما لَقُوكُمْ كُنْتُمُ كالمطاعِمِ

وفي جهلتي أرْضِ اليمامةِ عُصْبةٌ … مغاورُ أنجادٍ طِوالُ البَرَاجمِ

سَتُفْنيكُمُ والقِرْمطِيِّينَ دولةٌ … تعود لميمونِ النَّقِيبةِ حازمِ

خليفةِ حقٍّ يَنْصُرُ الدِّينَ حُكْمُهُ … ولا يَتَّقي في اللّه لومةَ لائمِ

إلى وَلَدِ العَبَّاسِ تُنْمى جُدُودُهُ … بِفَخْرٍ عميمٍ أو لِزُهْرِ العباشمِ

مُلْوكٌ جَرَى بالنَّصْرِ طائرُ سَعْدِهمْ … فأهلًا بماضٍ منهُمُ وبقادِمِ

مَحَلَّتُهُمْ في مَسْجدِ القُدْسِ أو لدى … منازِلِ بغدادٍ مَحلُّ المكارِمِ

وإنْ كانَ من عُلْيا عَدِيٍّ وَتَيْمها … ومن أسَدٍ أهْلِ الصَّلاحِ الحضَارِمِ

فأهْلًا وسَهْلًا ثم نُعْمى ومَرْحبًا … بهم من خِيارٍ سالفينَ أقادِمِ

هُمُ نَصَرُوا الإسلامَ نَصْرًا مؤزَّرًا … وهُمْ فَتَحُوا البُلْدانَ فتحَ المُراغِمِ

رُوَيْدًا فَوَعدُ اللّهِ بالصِّدْقِ وارِدٌ … بتَجْريعِ أهْلِ الكُفْرِ طَعْمَ العَلاقِمِ

وصِدْق رسالاتِ الذي جاء بالهُدى … محمدٍ الآتي بِرَفْعِ المَظالمِ


(١) كذا في (ح)، وفي طبقات الشافعية: سمت وبأدنى واسطٍ فالكظائم.

<<  <  ج: ص:  >  >>