للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن خَلِّكان: وقيل في التي بعدها، وكان مولده في سنة أربع وثمانين ومئتين، التي توفي فيها البُحْتري الشَّاعر. وقد ذَكَرَ له مصنَّفاتٍ عديدةً، منها "الأغاني" و "الديارات" و "أيام العرب" وغير ذلك (١).

سَيْفُ الدَّولة (٢) [بن حمدان صاحب حلب] (٣)، أبو الحسن، علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان (٤) بن حمدون، التَّغْلبي، الرَّبَعي، الملقَّب بسيف الدولة.

أحد الأمراء الشجعان، والملوك الكثيري الإحسان، على ما كان فيه من تشيُّعٍ، وقد ملك دمشق في بعض الأوقات، واتَّفقَ له أشياء غريبة، منها أن خطيبه كان مصنِّف الخُطب النباتية أحد الفصحاء البلغاء، وشاعره المتنبي، ومطربه أبو نَصْر الفارابي، وكان [كريمًا] (٥) جوادًا ممدَّحًا، مِعْطاءً للجزيل.

ومن شعره في أخيه ناصر الدولة صاحبِ المَوْصل:

رَضِيتُ لكَ العَلْيَا (٦) وقدْ كُنْتُ أهْلَها … وقُلْتُ لهم بيني وبينِ أخي فَرْقُ؟

وما كان لي عنها نُكُولٌ وإنَّما … تجاوزْتُ عن حَقِّي فَتمَّ لكَ الحقُّ

أما كُنْتَ تَرْضَى (٧) أنْ أكونَ مُصَليًا … إذا كنتُ أرْضَى أن يكون لك السَّبْقُ (٨)

وله أيضًا:

قدْ جَرَى في دَمْعِهِ دمُهُ … فإلى كَمْ أنتَ تَظْلِمُهُ

رُدَّ عنهُ الطَّرْفَ منكَ فقد … ... جَرَحتْه (٩) منكَ أسْهُمُهُ

كيفَ يَسْطيعُ التَّجلُدَ منْ … خَطَراتُ الوَهْمِ تُؤْلِمُهُ (١٠)

وكان سببُ موته الفالج، وقيل: عُسْرَ البول، وتوفي بحلب، وحمل تابوته إلى مَيَّافارِقين فدفن


(١) وفيات الأعيان (٣/ ٣٠٧ - ٣٠٩).
(٢) يتيمة الدهر (١/ ١٥ - ٣٤) المنتظم (٧/ ٤١) الكامل لابن الأثير (٨/ ٣٩٦ - ٣٩٩، ٤٥٧، ٤٥٨، ٥٤٤ - ٥٥٢) وغيرها، وفيات الأعيان (٣/ ٤٠١ - ٤٠٦) المختصر في أخبار البشر (٢/ ١٠٧ - ١٠٨) سير أعلام النبلاء (١٦/ ١٨٧ - ١٨٩) النجوم الزاهرة (٦/ ١٦ - ١٨) شذرات الذهب (٣/ ٢٠ - ٢١).
(٣) ما بين حاصرتين من (ب).
(٤) في (ح): عبيد اللّه بن أحمد حمدون، وهو وهم، والمثبت من وفيات الأعيان (٣/ ٤٠١، ٢/ ١١٤).
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).
(٦) في (ب): الدنيا.
(٧) في (ب): أرضى.
(٨) الأبيات في يتيمة الدهر (١/ ٢٦) والكامل (٨/ ٥٨٠ - ٥٨١) ووفيات الأعيان (٢/ ١١٦) مع اختلاف في اللفظ.
(٩) في وفيات الأعيان: خرقته.
(١٠) الأبيات في يتيمة الدهر (١/ ٢٦) والكامل (٨/ ٥٨١) ووفيات الأعيان (٢/ ١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>