للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله:

أفِدْ طبعكَ المكدودَ بالجدِّ راحةً … يجمُّ وعلِّلْهُ بشيءٍ من المَزْحِ

ولكن إذا أعطيتَ ذلكَ فليكنْ … بمقدارِ ما تعطي الطَّعامَ منَ المِلْحِ

وله:

إذا خدمتَ الملوكَ فالبسْ … من التوقِّي أعزَّ ملبسْ

وادخُلْ عليهم وأنت أعمى … واخرجْ إذا ما خرجت أخرسْ

وله:

إذا شئتَ أن تلقى عدوَّك راغمًا … وتقتلَه هَمًّا وتحرِقَهُ غَمَّا

فسَامِ العُلا وازدَدْ من الفَضْلِ إنه … من ازداد فضلًا زاد حاسِدَه غما

وله:

إن أسيافَنا القِصار الدَّوامي … صيَّرَتْ مُلْكنا طويل الدَّوام

لم نزل نحن في سدَاد ثُغُورٍ … واصطلام الأعداء من وسْطِ لام

واقتحام الأهوال (١) من وقت حامٍ … واقتسام الأموال من وقت سام

وله:

يا خادِمَ الجسم كم (٢) تشقى بخدمته … أتطلب الرِّبح مما فيه خُسرانُ

أقبل على النفس واستكمل فضائلها … فأنت بالنَّفسِ لا بالجسم إنسانُ

أبو فراس بن حمدان (٣) الشَّاعر: له ديوان مشهور (٤).

استنابه أخوه (٥) سيف الدولة على حَرَّان ومنبج، فقاتل مرة الرُّوم فأُسرَ، ثم استقذه سيفُ الدولة، واتفق موته في هذه السَّنة عن ثمان وأربعين سنة (٦)، وله شعر رائق ومعانٍ حسنة.


(١) في (ب) الأعداء.
(٢) في (ح) و (ب): كي، والمثبت من المنتظم (٧/ ٧٣).
(٣) هو الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان، انظر وفيات الأعيان (٢/ ٥٨) وترجمته في يتيمة الدهر (١/ ٣٥ - ٨٨) المنتظم (٧/ ٦٨ - ٧١) زبدة الحلب (١/ ١٥٧) وفيات الأعيان (٢/ ٥٨ - ٦٤) سير أعلام النبلاء (١٦/ ١٩٦ - ١٩٧) الوافي بالوفيات (١١/ ٢٦١ - ٢٦٥) النجوم الزاهرة (٤/ ١٩ - ٢٠) شذرات الذهب (٣/ ٢٤ - ٢٥).
(٤) طبع غير مرة، إحداها صدرت عن دار صادر، وعليها أحلت في تخريج الأبيات.
(٥) كذا في (ح) و (ب) و (ط)، والصواب: ابن عمه، ويتابع ابن كثير في ذلك ابن الساعي كما سيأتي.
(٦) مرَّ في أحداث سنة (٣٥٧ هـ) أنه قتل فيها، وهو الصحيح، وقد تابع ابنُ كثير هنا ابنَ الجوزي فيما ذهب إليه في المنتظم (٧/ ٦٨ - ٧١) ومن ثمَّ يكون عمره يوم قتل سبعًا وثلاثين سنة، انظر "سير أعلام النبلاء" (١٦/ ١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>