للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأراهُ الخيرَ في أولادِه … ليساس (١) الملك فيهم بالغُرَرْ (٢)

قال (٣): فيقال: إنه منذ قال: غلّاب القدر، لم يُفْلِحْ بعدها (٤).

وذكر غيره أن هذه الأبيات آخر ما أنشدت فيه بين يديه، ثم كانت وفاته عقب ذلك، وكانت وفاته في شَوَّال من هذه السنة عن سبعٍ أو ثمانٍ وأربعين سنة، وحمل إلى مشهد عليٍّ فَدُفنَ فيه، [وكان فيه تشيُّع] (٥)، وقد كتب على قبره في التُّرْبة التي بنيت له عند مشهد علي: هذا قبر عضد الدولة، وتاج المِلَّة (٦)، أبي شجاع بن ركن الدولة، أحبَّ مجاورة هذا الإمام المتقي؛ لطمعه في الخلاص ﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا﴾ [النحل: ١١١] والحمد للَّه وصلواته على محمد وعِتْرته الطَّاهرة.

وقد تمثَّل عند موته بهذه الأبيات وهي للقاسم بن عبيد اللَّه (٧).

قَتَلْتُ صناديدَ الرِّجال فَلَمْ أدَعْ … عَدُوًّا ولم أُمْهلْ على ظِنَّةٍ خَلْقا

وأخليتُ دار المُلْكِ من كل نازلٍ … فَشَرَّدْتُهُمْ غَرْبًا وشَرَّدْتُهُمْ شَرْقا

فلمَّا بَلَغْتُ النَّجْم (٨) عِزًّا وَرِفْعةً … وصارتْ رِقابُ الخَلْقِ أجمع لي رِقّا

رماني الرَّدى سَهْمًا فأخمدَ جَمْرَتي (٩) … فها أنا ذا في حُفْرتي عاجلًا (١٠) مُلْقى

فأَذْهَبْتُ دنياي وديني سَفَاهةً … فمنْ ذا الذي منّي بمَصْرَعِهِ أشقى؟

ثم جعل يكرِّر هذه الآية ﴿مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ [الحاقة: ٢٨ - ٢٩] إلى أن مات كما


(١) في (ط): ولباس الملك، وهو تصحيف.
(٢) انظر الأبيات في المنتظم (٧/ ١١٥ - ١١٦) ويتيمة الدهر (٢/ ١٩٧) (ط الصاوي)، وفيات الأعيان (٤/ ٥٤) والكامل لابن الأثير (٩/ ٢٠).
(٣) في (ط) زيادة: قبحه اللَّه وقبح شعره، وقبح أولاده، فإنه قد اجترأ في أبياته هذه، فلم يفلح بعدها.
(٤) المنتظم (٧/ ١١٦).
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).
(٦) في (ط): المملكة، وهو تصحيف.
(٧) القاسم بن عبيد اللَّه، وزير من الكتاب الشعراء، استوزره المعتضد العباسي بعد أبيه عبيد اللَّه سنة (٢٨٨ هـ). ولما مات المعتضد سنة (٢٨٩ هـ) قام القاسم بأعباء الوزارة، وعقد البيعة للمكتفي، وهو غائب بالرقة، وهو الذي دس السم للشاعر ابن الرومي خوفًا من هجوه وفلتات لسانه، وكان القاسم سفاكًا للدماء. سلفت ترجمته في وفيات سنة (٢٩١ هـ) من هذا الكتاب، وانظر ترجمته في وفيات الأعيان (٣/ ٣٦١ - ٣٦٢) وسير أعلام النبلاء (١٤/ ١٨ - ٢٠).
(٨) في (ح) و (ب) البحر، وهو تصحيف، والمثبت من (ط)، والمنتظم (٧/ ١١٧).
(٩) في (ب) و (ط) و"المنتظم": عاطلًا.
(١٠) في (ح) فأخلق جدتي، والمثبت من (ب) و (ط) والمنتظم.

<<  <  ج: ص:  >  >>