للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتلوا من الأنبياء، وسلَّط الله عليهم بدل الأنبياء ملوكًا جبّارين يظلمونهم ويسفكون دماءهم، وسلّط الله عليهم الأعداء من غيرهم أيضًا، وكانوا إذا قاتلوا أحدأمن الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قُبة الزمان -كما تقدم ذِكره- فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة، والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون، فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزّة وعسقلان غلبوهم عليه وقهروهم على أخذه، فانتزعوه من أيديهم. فلما علم بذلك مَلِك بني إسرائيل في ذلك الزمان مالت عنقُه فمات كمدًا، وبقي بنو إسرائيل كالغنم بلا راعٍ حتى بعث الله فيهم نبيًا من الأنبياء يقال له: شمويل، فطلبوا منه أن يقيم لهم ملكًا ليقاتلوا معه الأعداء، فكان من أمرهم ما سنذكره مما قصَّ الله في كتابه.

قال ابن جرير: فكان بين وفاة يوشع بن نون إلى أن بعث الله ﷿ شمويل بن بالي أربعمئة سنة وستون سنة. ثم ذكر تفصيلها بمدد الملوك الذين ملكوا عليهم وسماهم واحدًا واحدًا (١)، تركنا ذِكرهم قصدًا.


(١) تاريخ الطبري (١/ ٤٦٥).