للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رثاه ابنه المرتضى بقصيدةٍ حسنةٍ قوية المنزع والمطلع، منها قوله:

سلامُ اللَّهِ تنقلُه الليالي … ويهديهِ الغُدُوُّ إلى الرَّوَاحِ

عَلَى جَدَثٍ تَشَبَّث (١) من لُؤَيٍّ … بيَنْبوعِ العِبادةِ والصَّلاحِ

فتًى لم يَرْوَ إِلَّا منْ حلالٍ … ولمْ يكُ زادُهُ غَيْرَ (٢) المُباحِ

ولا دَنِسَتْ له أُزُرٌ بِوِزْرٍ … ولا عَلِقَتْ له راحٌ براحِ

خَفيفُ الظَّهْرِ من ثِقْل الخطايا … وعُرْيانُ الجوارح من جُناح

مسوقٌ (٣) في الأُمورِ إلى عُلاها … ومَدْلُولٌ على بابِ النَّجَاحِ

منَ القومِ الذينَ لهم قُلُوبٌ .... بذكرِ اللَّهِ عامرةُ النَّواحي

بأجسامٍ من التَّقوى مِرَاضٍ … لمبصرها (٤) وأديانٍ صِحَاحِ (٥)

الحَجَّاج بن هرمز، أبو جعفر: نائب بهاء الدولة على العراق، وكان ينتدبه لقتال الأعراب والأكراد، وكان من المقدِّمين على عهد عضد الدولة، وكانت له خِبْرة تامة بالحرب، وحرمة شديدة، وشجاعة وافرة، وهِمَّة عالية وآراء سديدة.

ولما خرج من بغداد في سنة ثنتين وتسعين (٦) وثلاثمئة كَثُرَتْ بها الفتن والشرور، وكانت وفاته بالأهواز في هذه السنة، وله من العمر مئة سنة وخمس سنين.

أبو عبد اللَّه القُمِّي المِصْري التَّاجر: كان ذا مال جزيل جدًا، اشتملت تركته على أزيد من ألف ألف دينار من سائر أنواع الأموال، وكانت وفاته بأرض الحجاز، ودفن بالمدينة النبوية عند قبر الحسن بن علي، .

أبو الحسين ابن الرَّفَّاء المقرئ: المتقدم ذكره (٧)، كان من أحسن الناس صوتًا وأحلاهم أداءً،


(١) في (ط): حسيب، وهو تصحيف.
(٢) في (ح) و (ب) و (ط): إِلَّا، والمثبت من المنتظم (٧/ ٢٤٧) وديوانه (١/ ٢٠٢).
(٣) في (ط): مشوق وهو تصحيف.
(٤) في (ط): نصرتها، وهو تصحيف.
(٥) انظر القصيدة بتمامها مع اختلاف في بعض ألفاظها في ديوانه (١/ ٢٠٠ - ٢٠٣) طبعة عيسى البابي الحلبي سنة (١٩٥٨) تحقيق رشيد الصفار.
(٦) في (ط): وسبعين، وهو تصحيف.
(٧) انظر حوادث سنة (٣٩٤ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>