للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت وفاته في شوال من هذه السنة. رحمه اللَّه تعالى.

عبد الغفار بن عبد الرحمن (١) أبو بكر الدِّيْنَوَري الفقيه السُفيانيّ، وهو آخر من كان يفتي على مذهب سفيان الثوري ببغداد في جامع المنصور، وكان إليه النَّظرُ في الجامع، والقيام بأمره، وكانت وفاته في شوال من هذه السنة، ودفن خلف الجامع. رحمه اللَّه تعالى.

الحاكم [النيسابوري] (٢) محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن حَمْدُويه بن نعيم بن الحكم، أبو عبد اللَّه، الحاكم، الضَّبِّي، الحافظ، ويعرف بابن البَيِّع (٣)، من أهل نيسابور.

وكان من أهل العلم والحفظ للحديث، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمئة، وأول سماعه في سنة ثلاثين وثلاثمئة، فسمع الكثير وطوّف في الآفاق، وصنف الكتب الكبار والصغار: فمن ذلك "المستدرك على الصحيحين"، و"علوم الحديث"، و"الإكليل" و"تاريخ نيسابور". وقد روى عن [خلق]. ومن مشايخه: الدّارقطني، وابن أبي الفوارس، وغيرهما. وكان من أهل العلم، والحفظ، والأمانة، والديانة، والصيانة، والضبط، والثقة، والتحرّز، والورع. رحمه اللَّه تعالى.

لكن قال الخطيب البغدادي (٤): كان ابن البيِّع يميل إلى التشيّع، فحدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرْمَويّ قال: جمع الحاكم أبو عبد اللَّه أحاديث زعم أنَّها صحاح على شرط البخاري ومسلم، يلزمهما إخراجها في صحيحيهما. منها حديث الطير (٥)، و"من كنت مولاه فعليّ مولاه" (٦)


(١) المنتظم (٧/ ٢٧٤).
(٢) تاريخ بغداد (٥/ ٤٧٣)، المنتظم (٦/ ٢٧٤)، الكامل في التاريخ (٩/ ٢٥٢)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ١٦٢)، الوافي بالوفيات (٣/ ٣٢٠)، النجوم الزاهرة (٤/ ٢٣٨)، شذرات الذهب (٣/ ١٧٦).
(٣) قال السمعاني في الأنساب (٢/ ٢٧٠): البَيّع: هذه اللفظة لمن يتولى البياعة والتوسط في الخانات بين البائع والمشتري من التجار للأمتعة.
(٤) تاريخ بغداد (٥/ ٤٧٣).
(٥) رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٣٠ - ١٣٢) من حديث أنس، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. أقول: وإسناده ضعيف، ورواه الترمذي رقم (٣٧٢١) من حديث أنس مختصرًا بلفظ "اللهم اتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء عليٌّ فأكل معه" وقال الترمذي: هذا حديث غريب أي ضعيف، وكل هذه الروايات فيها كلام، وقد ذكر حديث الطير هذا المؤلف ابن كثير بطرقه وشواهده في "البداية والنهاية" المطبوع (١١/ ٧٥ - ٨٣) وقال: وبالجملة ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر وإن كثرت طرقه (ع).
(٦) حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه).
رواه أحمد في المسند رقم (١٨٤٧٩) من حديث البراء بن عازب، ورواه أيضًا أحمد (٤/ ٣٦٨) رقم (١٩٢٧٩) والترمذي رقم (٣٧١٣) والحاكم (٣/ ١٠٩ و ١١٠) من حديث زيد بن أرقم، وابن ماجه رقم (١٢١) من حديث سعد بن أبي وقاص، وقد ورد الحديث أيضًا من حديث علي، وعد اللَّه بن عباس، وأنس بن مالك، وأبي سعيد =

<<  <  ج: ص:  >  >>