للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشهورًا، وتوفي في هذا العام عن ثنتين وسبعين سنة، وكان سبب موته أنه افتصد فانتفخ ذراعه حتى مات، رحمه اللَّه تعالى.

الحافظ عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان بن عبد العزيز (١) أبو محمد الأزْدي، المصري، الحافظ، كان عالمًا بالحديث وفنونه، وله فيه المصنفات الكثيرة الشهيرة.

قال أبو عبد اللَّه الصوريّ الحافظ: ما رأت عيناي مثله في معناه!.

وقال الدّارقطني: ما رأيت بمصر مثل شاب يقال له: عبد الغني، كأنه شعلة نار، وجعل يفخّم أمره، ويرفع ذكره.

وقد صنّف الحافظ عبد الغني هذا كتابًا فيه أوهام الحاكم (٢)، فلما وقف عليه الحاكم جعل يقرؤه على الناس ويعترف لعبد الغني بالفضل، ويشكره على ذلك، ويرجع إلى ما أصاب فيه من الردّ عليه. رحمهما اللَّه.

ولد الحافظ عبد الغني لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ثنتين وثلاثين وثلاثمئة، وتوفي في صفر من هذه السنة. رحمه اللَّه تعالى.

محمد بن أمير المؤمنين القادر باللَّه (٣) ويكنى بأبي الفضل، كان أبوه قد جعله ولي عهده من بعده، وضُربت السكَّة باسمه، وخَطب له الخطباء على المنابر، ولُقِّب بالغالب باللَّه، فلم يُقدّر ذلك، وتوفي في هذه السنة عن سبع وعشرين سنة.

محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد (٤) أبو الفتح البزّاز الطرسوسي، ويعرف بابن البصري، سمع الكثير من المشايخ، وسمع منه الصّوري ببيت المقدس حين أقام به، وكان ثقة مأمونًا. رحمه اللَّه تعالى ورحمنا أجمعين.


(١) المنتظم (٧/ ٢٩١)، الكامل في التاريخ (٩/ ٣١١)، وفيات الأعيان (٣/ ٢٢٣)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٢٦٨)، النجوم الزاهرة (٤/ ٢٤٤)، شذرات الذهب (٣/ ١٨٨).
(٢) وذلك في كتابه "المدخل على الصحيح" وسمّاه "كشف الأوهام التي في كتاب المدخل" وقال عبد الغني: لما رددت على أبي عبد اللَّه الحاكم الأوهام التي في المدخل بعث إليّ يشكرني، ويدعو لي، فعلمت أنّه رجل عاقل. السير (١٧/ ٢٧٠).
(٣) المنتظم (٧/ ٢٩٢)، الكامل في التاريخ (٩/ ٣١١).
(٤) المنتظم (٧/ ٢٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>