كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة ثماني عشرة وأربعمئة - وممن توفي فيها من الأعيان - ج: 13 - ص: 58

أبو الحُسين (١) بن طَبَاطِبَا الشريف (٢).

كان شاعرًا مجيدًا، له شعر حسن.

الأستاذ أبو إسحاق الإسْفراييني (٣): إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مِهران، الشيخ الإمام العلامة ركن الدين الفقيه الشافعي، المتكلِّم الأصولي.

صاحب التصانيف في الأصلين منها: "جامع الحلي" (٤) في خمسة مجلدات، و"التعليقة النافعة في أصول الفقه" وغير ذلك، وقد سمع الحديث الكثير من أبي بكر الإسماعيلي، ودعلج، وغيرهما.

وأخذ عنه البيهقي، والشيخ أبو الطيّب الطبري، والحاكم النيسابوري، وأثنى عليه، وكانت وفاته يوم عاشوراء من هذه السنة بنيسابور، ثمّ نُقِل إلى بلده فدفن في مشهده، رحمه اللَّه تعالى.

[القدوري صاحب الكتاب المشهور في مذهب أبي حنيفة] (٥) أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان، أبو الحسن القُدُوريّ الفقيه الحنفي، صاحب "المصنف المختصر" (٦) الذي يُحفظ.

كان إمامًا بارعًا، عالمًا ديِّنًا، مناظرًا، وكان هو الذي يلي مناظرة الشيخ أبي حامد الإسفراييني [من الخليفة]، وكان القدوري يطريه ويقول: هو أعلم وأنظر من الشافعي، وكانت وفاته يوم الأحد الخامس من رجب هذه السنة عن ست وخمسين سنة، ودفن إلى جانب الفقيه أبي بكر الخُوارزمي الحنفي.

---

(١) في بعض النسخ: "الحسن"، وما أثبتناه يعضده ما وجدناه بخط الذهبي في تاريخ الإسلام (٩/ ٣٠٤).
(٢) المنتظم (٨/ ٣٤).
(٣) وفيات الأعيان (١/ ٢٨)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٣٥٣)، الوافي بالوفيات (٦/ ١٠٤)، طبقات السبكي (٤/ ٢٥٦)، شذرات الذهب (٣/ ٣٠٩).
(٤) كذا الأصل بالحاء المهملة، وكذلك في الوفيات، وفي السير: الخلي، بالخاء المعجمة.
(٥) تاريخ بغداد (٤/ ٣٧٧)، المنتظم (٨/ ٩١)، وفيات الأعيان (١/ ٧٨)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٥٧٤)، الوافي بالوفيات (٧/ ٣٢٠)، الجواهر المضيئة (١/ ٣٤٧)، النجوم الزاهرة (٥/ ٢٤)، شذرات الذهب (٣/ ٢٣٣).
قال ابن خلّكان: ونسبته، القدوري بضم القاف والدال المهملة وسكون الواو وبعدها راء مهملة، إلى القدور التي هي جمع قِدْرٍ، ولا أعلم سبب نسبته إليها، بل هكذا ذكره السمعاني في كتاب الأنساب.
قال بشار: وذكر وفاته في هذه السنة غلط بيّن من المؤلف ﵀، فقد ذكر الخطيب -وهو ممن كتب عنه- أنه توفي في التاريخ المذكور من سنة ثمان وعشرين وأربعمئة، وبه أخذ الذهبي وغيره، بل سيذكره المؤلف نفسه في حوادث سنة (٤٢٧ هـ) حيث كان مشارفًا في الانفاق على سنة قنطرة عيسى. ثم ستأتي ترجمته في وفيات سنة ٤٢٨ هـ.
(٦) المختصر في فروع الحنفية: من الكتب المعتمدة في فقه الحنفية، اشتهر باسم الكتاب، له عدة طبعات، وفي تاريخ التراث العربي لسزكين (٢/ ١٠٩) ذكر لشروحه وأماكن وجود نسخها الخطية.