للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصلايا في الوزارة (١)، وقد كان أسلم قبل هذه المباشرة، في أول هذه السنة.

وفي رمضان منها دخل السلطان ملكشاه بغداد ومعه الوزير نظام المُلْك، وقد خرج لتلقّيه قاضي القضاة أبو بكر الشاشي وابن الموصلايا المسلماني، وجاءت ملوك الأطراف للسلام عليه، منهم أخوه تاج الدولة تتش صاحب دمشق، وأتابكه قسيم الدولة آقسنقر صاحب حلب.

وفي ذي القعدة خرج ملك شاه وابنه وابن ابنته من الخليفة في خلق كثير إلى الكوفة.

وفيها: استُوزر أبو منصور بن جَهير، وهي النوبة الثانية لوزارته للمقتدي، وخلع عليه، وركب إليه نظام المُلْك، فهناه في داره [بباب العامة].

وفي ذي الحجة عمل السلطان الميلاد في دجلة. وأشعلت نيران عظيمة، وأوقدت شموع كثيرة [وجمعت المطربات في السميريات] وكانت ليلة مشهودة [عجيبة] جدًّا، وقد نظم الشعراء فيها شعرًا، فلما أصبح النهار من هذه الليلة، جيء [بالخبيث المنجم الذي حرق البصرة] الداعية المدّعي أنّه المهدي تِلْيا المنجم محمولًا على جمل ببغداد [وجعل] يسبّ الناس والناس يلعنونه، وعلى رأسه طُرطُورٌ بودع، والدرّة تأخذه من كلّ جانب [فطافوا به بغداد]، ثمّ صُلِب بعد ذلك.

وفيها: أمر السلطان ملك شاه جلال الدولة بعمارة جامعه المنسوب إليه بظاهر السور.

وفي هذه السنة: ملك أمير المؤمنين يوسف بن تاشفين صاحب بلاد المغرب كثيرًا من الأندلس (٢)، وأسر صاحبها المعتمد بن عباد وسجنه وأهله بأغمات (٣)، وقد كان المعتمد هذا موصوفًا بالكرم، والأدب والعلم، والحلم وحسن السيرة والعشرة، والإحسان إلى الرعيّة والرفق بهم، فحزن الناس عليه، [وقال في مصابه الشعراء فأكثروا] (٤).

وفيها: ملكت الفرنج [مدينة]، صِقلِّية من بلاد المغرب، ومات (٥) ملكهم، فقام من بعده ولده، فسار في الناس سيرة ملوك المسلمين وأحسن إليهم وكأنه منهم [لما ظهر منه من الإحسان إلى المسلمين].


(١) ابن الموصلايا، وهو أبو سعد العلاء بن الحسن بن وهب بن موصلايا الكاتب، أسلم في هذه السنة حيث ألزم الخليفة أهل الذمة بلبس الغيار، ولبس ما شرط عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب . الكامل في التاريخ (١٠/ ١٨٦).
(٢) الخبر بتمامه في الكامل لابن الأثير (١٠/ ١٨٧ - ١٩٣).
(٣) "أغمات": ناحية في بلاد البربر من أرض المغرب قرب مراكش. معجم البلدان (١/ ٢٢٥).
(٤) زيادة من (ب) و (ط).
(٥) خبر امتلاك الفرنج جزيرة صقلّية في الكامل لابن الأثير (١٠/ ١٩٣ - ١٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>