للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبعة، والآن فقد اجتمع فيه ستة، ولم يجتمع معها زحل، فلابدّ من وقوع طوفان في بعض البلاد، والأقرب أنها بغداد، [فتقدم الخليفة إلى وزيره بإصلاح المسيلات والمواضع التي يخشى انفجار الماء منها] (١) وجعل النّاس ينتظرون ذلك، فجاء الخبر بأن الحُجّاج حُصِروا في وادي المناقب بعد نخلة، فأتاهم سيل عظيم فنجا منهم من تعلّق برؤوس الجبال، وأذهب الماء الرِّجال، والرِّحال (٢)، فخلع الخليفة على ذلك المنجم، وأجرى له جراية. وفيها: ملك الأمير قوام الدولة أبو سعد كربوقا مدينة الموصل، وقتل شرف الدولة محمد بن مسلم بن قريش، وغرَّقه بعد حصار سبعة أشهر.

وفيها: ملك تميم بن المعزّ بن باديس مدينة قابس، وأخرج منها أخاه عمرًا، فقال خطيب سوسة في ذلك:

ضحِكَ الزّمانُ وكَان يُلْفَى عَابِسًا (٣) … لمّا فَتَحْتَ بِحَدِّ سَيْفِكَ قَابِسَا

وَأتَيْتَها بِكرًا وَمَا أمْهَرْتَها … إلا قَنًا وَصَوارِمًا وفَوَارِسَا

الله يَعْلَم ما جَنَيْتَ ثِمَارَها (٤) … إلا وَكَان أبوكُ قَبْلكَ غَارِسَا (٥)

مَنْ كان مِن زُرْقِ الأسنَّة حَاطِبًا … كانتْ لهُ قُلَلُ البِلادِ عَرائِسَا

وفي صفر درّس الشيخ أبو عبد الله الطبري بالنّظاميّة، ولاه إياها فخر المُلْك بن نظام المُلْك، وزير بَرى روق بن ملك شاه.

وفيها: أغارت خفاجة على بلاد سيف الدَّولة صَدَقة بن مَزْيَد بن منصور بن دُبَيْس، وقصدوا مشهد الحسين بالحائر، وتظاهروا فيه بالمنكرات والفساد، فكبسهم الأمير صدقة المذكور، فقتل منهم خلقًا كثيرًا، حتى عند الضريح [ومن العجائب، أن أحدهم ألقى نفسه وفرسه من فوق السور فسلم وسلمت فرسه] (٦). وحجّ بالناس في هذه السنة الأمير خمارتكين الجَسْتاني.


(١) زيادة من (ب) و (ط).
(٢) في (ط): "الجمال والرجال والرحال"، وما هنا موافق لما في (ب) والمنتظم الذي ينقل منه المؤلف.
(٣) في (ب) و (ط): يلقى عابسًا.
(٤) في الكامل: ما هويت ثمارها.
(٥) في (ب) و (ط) والكامل: إلا وكان أبوك قبل الفارسا.
(٦) زيادة من (ب) و (ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>