للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفيسة، وكان الناس يتشاءمون بهذه القلعة. ويقولون: كان دليلها كلبًا، والمشير بها كافرًا، والمتحصّن بها زِنديقًا] (١).

وفيها: كانت حروب كثيرة بين بني خفاجة وبين بني عُبادة، فقهرت عُبادة خفاجة، وأخذت بثأرها [المتقدّم منها].

وفيها: استحوذ سيف الدولة صدقة بن منصور الأسدي على مدينة تكريت بعد قتال كثير.

[وفيها: أرسل السلطان محمد الأمير جاولي سقاوو إلى الموصل وأقطعه إيّاها، فذهب فانتزعها من الأمير جكرمش بعدما قاتله وهزم أصحابه وأسره، ثمّ قتله بعد ذلك، وقد كان جكرمش من خيار الأمراء سيرة وعدلًا وإحسانًا، ثمّ أقبل قلج أرسلان بن قتلمش فحاصر الموصل، فانتزعها من جاولي، فصار جاولي إلى الرّحبة، فأخذها، ثمّ أقبل إلى قتال قلج فكسره، وألقى قلج نفسه في نهر الخابور فهلك] (٢).

وفيها: نشأت حروب كثيرة بين الروم والفرنج فاقتتلوا قتالًا عظيمًا، وقتل من الفريقين ألوف، ثمّ كانت الهزيمة بعد كل حساب على الفرنج. [والحمد للّه رب العالمين] (٣).

وفي يوم عاشوراء قتل فخر الملك بن نظام الملك، وكان أكبر أولاده، وهو وزير السلطان سنجر بنيسابور، وكان صائمًا، قتله باطني، وكان قد رأى في تلك الليلة الحسين بن علي ، وهو يقول له: عجّل إلينا، وأفطِر عندنا اللّيلة، فأصبح متعجّبًا، فنوى الصوم ذلك النهار، وأشار عليه بعض أصحابه أن لا يخرج ذلك اليوم من منزله، فما خرج إِلَّا في آخر النهار، فرأى شابًا يتظلّم وبيده رقعة فقال: ما شأنك؟ فناوله الرقعة، فبينما هو يقرؤها إذ ضربه بخنجر في يده فقتله، [فأخذ الباطني فرُفِعَ إلى السلطان فقرّره، فأقرّ على جماعة من أصحاب الوزير أنَّهم أمروه بذلك، وكان كاذبًا، فقتل، وقتلوا أيضًا] (٤).

[وفي رابع عشر] من صفر عزل الخليفة الوزير [أبا القاسم علي] بن جَهير، وخرّب داره التي كان قد بناها أبوه، [من خراب] بيوت الناس، وكان في ذلك عبرة وموعظة لذوي البصائر [والنُّهى] واستنيب في الوزارة القاضي أبو الحسن بن الدّامغاني [ومعه آخر] (٥).


(١) زيادة من (ب) و (ط).
(٢) زيادة من (ب) و (ط).
(٣) زيادة من (ب) و (ط).
(٤) زيادة من (ب) و (ط).
(٥) زيادة من (ب) و (ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>