للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ربّ هاهنا، فقُدّر أنه حجَّ في هذه السنة، فوقف بعرفات محرِمًا، فتوفي بها في آخر ذلك اليوم، فغُسّل وكُفّن وطيف به حول الكعبة (١)، ثم دفن إلى جانب الفُضَيْل بن عياض، في ذلك المكان الذي كان يخطّه بعصاه.

وبلغ الناسَ وفاتُه ببغداد، فاجتمعوا للصلاة عليه صلاة الغائب، حتّى لو مات بين أظهرهم لم يكن عندهم مزيد على ذلك الجمع (٢)، رحمه الله تعالى.

عمر بن عبد الكريم (٣) بن سعدويه، أبو الفتيان الدِّهِسْتَاني (٤):

رحل في طلب الحديث، ودار الدُّنيا، وخرّج وانتخب، وكان له فهم بهذا الشأن (٥)، وكان ثقة، وقد صحّح عليه أبو حامد الغزالي (٦) "الصحيحين" (٧). وكانت وفاته بسرخس (٨) في هذه السنة.

محمد (٩) ويعرف بأخي حماد (١٠).

أحد (١١) الصلحاء الكبار. كان به مرض مزمن فرأى النَّبِيّ [في المنام] (١٢) فعوفي، فلزم مسجدًا له أربعين سنة، لا يخرج إلّا إلى الجمعة، وانقطع عن مخالطة الناس. وكانت وفاته في هذه السنة، ودفن في زاوية بالقرب من مشهد (١٣) أبي حنيفة.


(١) في ط: البيت.
(٢) من قوله: بعصاه إلى هنا ساقط من أ.
(٣) ترجمته في المنتظم (٩/ ١٦٤) ومعجم البلدان (دهستان) وهي بلد عند مازندران قرب خوارزم وجرجان وفيه: أبو الفتيان ويقال أبو حفص بن أبي الحسن الرؤاسي الدهستاني، وابن الأثير (٨/ ٢٦٠) واللباب (الدهستاني) والعبر (٤/ ٦) ومرآة الجنان (٣/ ١٧٣).
(٤) أقول: في ط: الداهقاني، وهو خطأ. (ع).
(٥) يريد علوم الحديث النبوي.
(٦) هو أحد تراجم هذا الكتاب، وفيات سنة ٥٠٥ من هذا الجزء.
(٧) في (ط) "كتاب الصحيحين" ولا تستقيم، والصواب حذفها كما جاءت في المنتظم وتاريخ الإسلام للذهبي (١١/ ٥٤) إذ المراد صحيح البخاري وصحيح مسلم (بشار).
(٨) سَرْخَس - ويقال سَرَخَس بالتحريك - والأول أكثر، وهي مدينة من نواحي خراسان بين نيسابور ومرو. معجم البلدان .. وفي القاموس المحيط: سَرَخْس، بفتح السين والراء (ع).
(٩) ترجمه في المنتظم (٩/ ١٦٤ - ١٦٥).
(١٠) في آ: محمد ويعرف حمادي.
(١١) ط: كان أحد.
(١٢) عن ط وحدها.
(١٣) في ط: قبر وهو في الأعظمية البلدة المعروفة المتصلة ببغداد في هذه الأيام.

<<  <  ج: ص:  >  >>