للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلماء بمعرفة مذاهب الفقهاء) ويعرف بالمستظهري. وقد درّس بالنظامية (١) ببغداد، ثم عزل عنها.

وكان ينشد: [من الوافر]

تَعَلَّمْ يا فَتَى والعُودُ غَضٌّ … وطِينُكَ لَيّنٌ والطَّبْعُ قابِلْ

فَحَسْبُكَ يا فَتىً شَرَفًا وَفَخْرًا … سُكُوتُ الحَاضِرينَ وأَنْتَ قَائِلْ

توفي سَحَرَ يوم السبت الحادي عشر من شوال من هذه السنة، ودفن إلى جانب الشيخ أبي إسحاق بباب أبرز.

المؤتمن بن أحمد بن علي بن الحسين بن عُبيد اللّه، أبو نصر الساجي المقدسي (٢):

سمع الحديث الكثير، وخرّج، وكان ثقة (٣) صحيح النقل، حسن الخطّ، مشكور السيرة، لطيف (٤) النفس. اشتغل في الفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي مدة، ورحل إلى أصبهان وغيره [من البلاد] (٥)، وهو معدود من جملة الحفّاظ، ولا سيما المتون.

وقد تكلّم فيه محمد بن طاهر.

قال ابن الجوزي (٦): وهو أحق منه بذلك، وأين الثُّريَّا من الثَّرى.

وكانت وفاة (٧) المؤتمن يوم السبت ثامن (٨) عشر صفر [من هذه السنة] (٩)، ودفن بباب حرب.


(١) ذكر ابن خلكان نقلًا عن أبي هلال الصابي في تاريخه: أن نظام الملك لما فتح مدرسته ببغداد سنة تسع وخمسين وأربعمئة أمر أن يكون المدرس بها أبا إسحاق الشيرازي، ولكنه لم يحضر، فأرسل إلى أبي نصر بن الصباغ فأحضر ورتب بها مدرسًا، وظهر أبو إسحاق في مسجده، فراسله أصحابه: إن لم يدرس بها مضوا إلى ابن الصباغ وتركوه. فأجاب إلى ذلك، وعزل ابن الصباغ بعد عشرين يومًا، ولما مات أبو إسحاق تولّى أبو سعد المتولي ثم صرف في سنة ٧٦ وأعيد ابن الصباغ، ثم صرف في سنة ٧٧ وأعيد أبو سعد إلى أن مات.
(٢) ترجمته في المنتظم (٩/ ١٧٩ - ١٨٠) وعند ابن الأثير (٨/ ٢٦٨) وتاريخ دمشق (٦٠/ ٣٨٤)، وتاريخ الإسلام (١١/ ١٠٤) وفي العبر (٤/ ١٥) ومرآة الجنان (٣/ ١٩٧).
(٣) ليست اللفظة في ط.
(٤) في ط: لطيفًا.
(٥) ليس ما بين الحاصرتين في ط.
(٦) المنتظم (٩/ ١٨٠).
(٧) في ط: توفي.
(٨) في ط: ثاني.
(٩) مكان ما بين الحاصرتين في ط: منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>