للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنْ نِلْتَ خَيْرًا نِلْتَهُ بعزيمة … وَإنْ قَصُرَتْ عَنْكَ الخُطوبُ فَعَنْ عُذْرِ

قال (١): وأنشدني أيضًا: [من البسيط]

لَبِسْتُ ثَوْبَ الرَّجا والنّاسُ قَدْ رَقَدوا … وقُمْتُ أَشْكُو إلى مَوْلَايَ ما أَجِدُ

وَقُلْتُ يا عُدَّتي في كُلِّ نائِبةٍ … وَمَنْ عَلَيْهِ لكَشْفِ الضُّرّ أَعْتَمِدُ

وَقَدْ مَدَدْتُ يَدي والضُّرُ مُشْتَمِلُ (٢) … إِلَيْكَ يا خَيْرَ مَنْ مُدَّتْ إلَيْهِ يَدُ

فَلا تَرُدَّنَها يا رَبِّ خَائِبَةً … فَبَحْرُ جُودِك يَرْوي كُلَّ (٣) مَنْ يَرِدُ

الحسن (٤) بن سلمان (٥) بن عبد الله بن الفَتَى (٦) أبو علي الفقيه:

مدرس النظامية. وقد وعظ بجامع القصر، وكان يقول: أنا في الفقه منتهي، وفي الوعظ مبتدي (٧). وقد توفي في هذه السنة، وغسّله القاضي أبو العباس بن الرطبي، ودفن عند أبي إسحاق.

حماد بن مسلم الرَّحَبي الدباس (٨):

كان يذكر له أحوال ومكاشفات، واطلاع على مغيَّبات (٩)، وغير ذلك من المقامات.

ورأيت ابن الجوزي (١٠) يتكلم فيه ويقول: كان عريًّا من العلوم الشرعية، وإنما ينفُق على الجهال.

وذكر عن ابن عقيل أنه كان ينفِّر الناس عنه؛ وكان حماد الدباس يقول: ابن عقيل عَدُوّي.

قال ابن الجوزي (١١): وكان الناس ينذرون له فيقبل ذلك، ثم ترك ذلك، وصار يأخذ من المنامات، وينفق على أصحابه. وكانت وفاته في رمضان، ودفن في الشونيزية (١٢).


(١) المنتظم (١٠/ ٢٢).
(٢) المنتظم: والذل صاغرة.
(٣) ليس في ب.
(٤) ترجمته في المنتظم (١٠/ ٢٢) وابن الأثير (٨/ ٣٣٤) وسير أعلام النبلاء (١٩/ ٦١١ - ٦١٢).
(٥) ط، ب: سليمان.
(٦) آ: الغني، ط: عبد الغني.
(٧) ط: ما في الفقه منتهى ولا في الوعظ مبتدا، والخبر في المنتظم (١٠/ ٢٢).
(٨) ترجمته في المنتظم (١٠/ ٢٢ - ٢٣) وابن الأثير (٨/ ٣٣٤) والعبر (٤/ ٦٤) وتاريخ الإسلام (١١/ ٤٢٩ - ٤٣١)، وسير أعلام النبلاء (١٩/ ٥٩٤ - ٥٩٦) ومرآة الجنان (٣/ ٢٤٢).
(٩) لا يعلم الغيب إلَّا الله تعالى. وهذا من المبالغات التي لا تجوز، ومثل هذه الأقوال غير صحيحة، وقد يدَّعي هذا من كان عريًّا من العلوم الشرعية، كما ذكر عنه ابن الجوزي .
(١٠) المنتظم (١٠/ ٢٢) وينفق: أي يروج.
(١١) المنتظم (١٠/ ٢٢ - ٢٣).
(١٢) قال بشار: كلام ابن الجوزي في حماد الدباس فيه تحامل وهوى واضح، لذلك حينما نقله الذهبي في تاريخ الإسلام =

<<  <  ج: ص:  >  >>