للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أثنى عليه. وقد أنشد (١) عنه (٢): [من البسيط]

كَيْفَ احْتِيالي وهذا في الهَوَى حَالي … والشَّوْقُ أَمْلَكُ بي (٣) من عَذْل عُذّالي

وَكَيْفَ أَسْلُو (٤) وفي حُبّي لَهُ شُغُلٌ … يَحُولُ بَيْنَ مهمَّاتي وأَشْغالي

وقد ابتنى رباطًا فكان فيه (٥) جماعة من المتعبدين والزهّاد، ولما احتُضر أوصاهم بتقوى الله ﷿ والإخلاص [لله والدين] (٦). فلما فرع شرع في النزع، وعَرِقَ جبينُه، فمدّ يده ثم قال (٧): [من الكامل] (٨)

ها قَدْ بَسَطْتُ (٩) يَدي إِلَيْكَ فرُدَّها … بالفَضْلِ لا بِشَماتَةِ الأَعداءِ

ثم قال: أرى المشايخ بين أيديهم الأطباق وهم ينتظرونني. ثم مات (١٠)، وذلك ليلة الأربعاء نصف رمضان، ودفن برباطه، ثم غرق رباطه وقبره في سنة [أربع وخمسين وخمسمئة، ] (١١).

محمد بن الفضل بن أحمد [بن محمد] (١٢) بن أبي العباس، أبو عبد الله الصاعدي الفُراوي (١٣):

كان أبوه [من أهل ثغر فُراوة، فسكن نيسابور، فولد بها محمد هذا. وقد سمع الحديث الكثير على جماعة] (١٤) من المشايخ في الآفاق (١٥). وتفقه وأفتى وناظر ووعظ. وكان ظريفًا حسن الوجه، جميل المعاشرة، كثير التبسّم. وأملى أكثر من ألف مجلس، ورحل إليه الطلبة من الآفاق، حتى كان يقال:


(١) آ: ومن شعره.
(٢) البيتان في المنتظم (١٠/ ٦٤).
(٣) ط: لي.
(٤) ط: أشكو.
(٥) آ: عنده.
(٦) ليس في آ.
(٧) ب، ط: وقال بيتًا لغيره.
(٨) البيت في المنتظم (١٠/ ٦٥) وفيه أن البيت لأبي نصر القشيري وهو أيضًا عند ابن الأثير (٨/ ٣٥٦).
(٩) في المنتظم وابن الأثير: مددت، وما هنا موافق لما في تاريخ الإسلام (١١/ ٥١١).
(١٠) آ: ينظرونني ومات.
(١١) ط: أربعين وخمسمئة وكذلك في المنتظم (١٠/ ٦٥).
(١٢) عن ط وحدها.
(١٣) ترجمته في تبيين كذب المفتري (٣٢٢) والمنتظم (١٠/ ٦٥ - ٦٦) ومعجم البلدان (فراوة) وابن الأثير (٨/ ٣٥٦) ووفيات الأعيان (٤/ ٢٩٠ - ٢٩١) وتلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب (ج ٤/ ق ٣/ ٤٨٤) والعبر (٤/ ٨٣) ومرآة الجنان (٣/ ٢٥٨).
(١٤) ليس في آ.
(١٥) ط: بالآفاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>