للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومدينة دمشق لا سبيل للأعداء من الكفرة عليها، لأنها المحلّة التي أخبر رسول الله عنها أنها معقل الإسلام عند الملاحم والفتن، وبها ينزل عيسى ابن مريم، (١).

وقد كانت الفرنج قتلوا خلقًا كثيرًا من أهل دمشق، وممن قتلوا الفقيه الكبير الملقب حجة الدين شيخ المالكية بها أبو الحجاج يوسف بن دوناس (٢) الفِنْدَلاوي بأرض النيرب، ودفن بمقابر باب الصغير. وقد صالح مجير الدين الفرنج عن دمشق ببانياس، فرحلوا عنها، وتسلّموا بانياس.

وفيها: وقع (٣) بين السلطان مسعود وأمرائه، ففارقوه وقصدوا بغداد، فاقتتلوا مع العامة، فقتلوا منهم (٤) خلقًا كثيرًا من الصغار والكبار، ثم إنهم (٥) اجتمعوا قبالة التاج، وقبّلوا الأرض، واعتذروا إلى الخليفة مما وقع، وساروا نحو النَّهروان، فتفرقوا في البلاد، ونهبوا أهلها، فغلت الأسعار بالعراق بسبب ذلك.

وفيها: ولي (٦) قضاء القضاة ببغداد أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن الدامغاني بعد وفاة الزَّينبي.

وفيها: ملك سُوري بن الحُسين (٧) ملك الغور مدينة غزنة، فذهب صاحبها بهرام شاه بن مسعود بن


(١) روى أحمد في مسنده (٥/ ١٩٧) وأبو داود في الملاحم، باب في المعقل من الملاحم رقم (٤٢٩٨) والحاكم في المستدرك (٤/ ٤٨٦) من حديث أبي الدرداء أنه سمع رسول الله يقول: "يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ" وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وهو كما قالا. والفُسطاط، بضم الفاء وكسرها: المدينة التي فيها مجتمع الناس. وروى الحاكم في المستدرك (٤/ ٥٤٨) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله :
"إذا وقعت الملاحم، خرج بعث من الموالي من دمشق، هم أكرم العرب فرسًا وأجوده سلاحًا، يؤيد الله بهم الدين". وهو حديث حسن. وروى مسلم في صحيحه رقم (٢٩٣٧) من حديث النواس بن سمعان أن رسول الله قال: "ينزل المسيح بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق" وهو جزء من حديث طويل، ورواه الطبراني من حديث أوس بن أوس الثقفي أن رسول الله قال: "ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء في دمشق" وهو حديث صحيح بالذي قبله وانظر "مجمع الزوائد" (٨/ ٢٠٥). اهـ (ع).
(٢) ب والعبر (٤/ ١٢٠): دوباس. في ط ومعجم البلدان: (فِنْدلاو) والنجوم (٥/ ٢٨٢): دُرْناس. وفي وفيات الأعيان: درباس، وما هنا عن آ وهو يوافق ما في مرآة الزمان (٨/ ٢٠٠) واللباب (٢/ ٤٤٢) والروضتين (١/ ٥٣) وتذكرة الحفاظ (٢/ ١٢٩٧) ومرآة الجنان (٣/ ٢٨٠).
(٣) كذا في الأصول، وعبارة المنتظم (١٠/ ١٣١): ووصلت الأخبار من معسكر السلطان أن الأمراء قد تغيرت على السلطان مسعود.
(٤) آ، ب: كثيرًا منهم.
(٥) ليس في ط.
(٦) عن ط وحدها.
(٧) ط: سولي بن الحسين، وما هنا عند ابن الأثير (٩/ ٢٢) وخط الذهبي في تاريخ الإسلام (١١/ ٧٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>