للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر ابن الجوزي (١) أشياء من وعظه. قال: وسمعته يومًا يقول: حزمة حزن خير من أعدال أعمال، ثم أنشد: [من مجزوء الرجز]

كَمْ حَسْرةٍ لي في الحَشَا … مِنْ وَلَدٍ إذا نشا

أمَّلْتُ فِيهِ رُشْدَهُ … فما نشا كما نشا

قال: وسمعته يومًا ينشد قوله: [من السريع]

يَحْسدُني قَوْمِي على صَنْعَتي … لأَنَّني في صَنْعَتى فارِسُ

سَهرتُ في لَيْليَ وَاستَنْعَسُوا … هَلْ يَسْتَوي السَّاهِرُ والنّاعِسُ

قال: وكان يقول: تولون اليهود والنصارى، فيسبّون نبيَّكم في يوم عيدهم، ويصبحون يجلسون إلى جانبكم. ثم يقول: ألا هل بلَّغت!.

قال: وكان يتشيّع، ثم سُعِيَ في منعه من الوعظ، ثم أُذن له، ولكن ظهر للناس ابن العبادي فكان كثير من الناس يميلون إليه. وقد كان السلطان مسعود يعظِّمه، ويحضر مجلسه. فلما مات السلطان مسعود ذل الغزنوي بعده، وأُهين إهانة بالغة، فمرض ومات في المحرم من هذه السنة.

قال ابن الجوزي: وبلغني أنه كان يعرق في نزعه، ثم يُفيق، وهو يقول: رضًى وتسليم. ولما مات دفن في رباطه الذي كان فيه.

محمود بن إسماعيل بن قادوس، أبو الفتح الدمياطي (٢):

كاتب الإنشاء بالديار المصرية. وهو شيخ القاضي الفاضل، وكان يسميه ذا البلاغتين. وذكره العماد الكاتب في "الخريدة" (٣) وأثنى عليه. ومن شعره فيمن يكرر التكبير [ويوسوس في نية الصلاة في أولها] (٤): [من السريع] (٥)

وَفَاتِرِ النِّيَّةِ عِنّينها … مع كَثْرةِ الرعْدَةِ والهزةِ (٦)

يُكَبِّرُ السَّبْعينَ في مَرَّةٍ … كأنَّهُ صَلَّى علي حَمْزَةِ (٧)


(١) المنتظم (١٠/ ١٦٦ - ١٦٨).
(٢) ترجمته في وفيات الأعيان (١/ ١٦٢) وتاريخ الإسلام (١٢/ ٣٦).
(٣) الخريدة (٢/ ٤٦٨).
(٤) مكانهما في آ، ب: في أول الصلاة.
(٥) البيتان في الروضتين (١/ ١٠٣) والفوات (٤/ ١٠١) وتاريخ الإسلام (١٢/ ٣٦).
(٦) في الفوات: يواصل للرعدة والهزّة.
(٧) رواية البيت في ط: =

<<  <  ج: ص:  >  >>