للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولي تدريس النظامية ببغداد، وكان يناظر حسنًا، ويعظ الناس وحوله السيوف مسلَّلة.

قال ابن الجوزي (١): ولم يكن ماهرًا بالوعظ. [وكانت حاله] (٢) أشبه بالوزراء من العلماء، وتقدّم عند السلاطين، حتى كانوا يَصْدُرُون عن رأيه. توفي بأصبهان فجأة [من هذه السنة] (٣).

محمد بن المبارك بن محمد بن الخَلِّ (٤)، أبو الحسن بن أبي البقاء. سمع الحديث، وتفقّه على الشاشي، ودرّس وأفتى. وتوفي في محرم هذه السنة.

وتوفي:

أخوه الشيخ أبو الحسين بن الخَلِّ (٥) الشاعر: في ذي القعدة منها.

يحيى بن عيسى بن إدريس، أبو البركات الأنباري (٦) الواعظ:

قرأ القرآن، وسمع الحديث، وتفقه، ووعظ الناس على طريقة الصالحين، وكان يبكي من أول صعوده إلى حين نزوله. وكان زاهدًا عابدًا (٧) ورعًا، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر. ورُزق أولادًا صالحين سمّاهم بأسماء الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي (٨)، وحفّظهم القرآن كلَّهم بنفسه (٩)، وختّم خلقًا كثيرًا. وكان هو وزوجته يصومان الدهر، ويقومان الليل، ولا يفطران إلا بعد العشاء (١٠). وكانت له كرامات ومنامات صالحة. ولما مات قالت زوجته: اللهم لا تحييني بعده.


(١) المنتظم (١٠/ ١٧٩).
(٢) عن ط وحدها.
(٣) ط: فيها.
(٤) ترجمته في المنتظم (١٠/ ١٧٩ - ١٨٠) وابن الأثير (٩/ ٥٢) ووفيات الأعيان (٤/ ٢٢٧) والعبر (٤/ ١٥٠) والوافي (٤/ ٣٨١) وطبقات السبكي (٤/ ٩٦) والقاموس (خلل)، ومرآة الجنان (٣/ ٣٠٢).
(٥) له ذكر في المنتظم (١٠/ ١٨٠) وترجم له ابن خلكان في (٤/ ٢٢٧) وسمّاه: أحمد بن المبارك. وأن مولده سنة ٤٨٢ وأورد له شيئًا من شعره.
(٦) ترجمته في المنتظم (١٠/ ١٨٠).
(٧) آ: عابدًا زاهدًا.
(٨) آ: أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي.
(٩) عن ط وحدها.
(١٠) هذه الأمور الثلاثة، هي خلاف السنة، فصوم الدهر مكروه، وقد نهى رسول الله عن صيام الدهر، وقال: أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود ، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وما عهد عن رسول الله أنه قام ليلة بتمامها، وإنما كان يقوم ويرقد، ومن السنة أيضًا التعجيل بالفطور، وفي الصحيحين عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر، وروى ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما عن أنس قال: ما رأيت رسول الله قط صلى صلاة المغرب حتى يفطر ولو على شربة من ماءٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>