للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدوك مقدم (١) الروم، وابن جوسلين، وقتل منهم عشرة آلاف، وقيل: عشرين ألفًا.

وفي ذي الحجة منها فتح نور الدين مدينة بانياس، وقيل: إنما كان فتحه لها في سنة ستين (٢)، فالله أعلم. وكان معه أخوه نصرة الدين أمير أميران (٣)، فأصابه سهم في إحدى عينيه، فأذهبها، فقال له الملك نور الدين: لو نظرت إلى ما (٤) أعدّ الله لك من الأجر في الآخرة لأحببت أن تذهب الأخرى. وقال لابن معين الدين (٥): اليوم قد بردت (٦) جلدة والدك من نار جهنم، لأنه كان قد سلّمها إلى الفرنج (٧) صلحًا عن دمشق.

وفي شهر ذي الحجة [من هذه السنة] (٨) احترق (٩) قصر جيرون حريقًا عظيمًا. فحضر في تلك الليلة الأمير (١٠) أسد الدين شيركوه بعد رجوعه من الديار المصرية (١١)، وسعى سعيًا عظيمًا في كف (١٢) هذه النار وصون حوزة الجامع منها، [جزاه الله خيرًا وأثابه دار القرار] (١٣).

وممن توفي فيها من الأعيان:

الجمال وزير صاحب الموصل (١٤): محمد بن علي بن أبي منصور، أبو جعفر الأصبهاني، الملقب بالجَوَاد (١٥)، وزير صاحب الموصل قطب الدين مودود بن زنكي.


(١) ط: صاحب.
(٢) ط: وقيل: إنه إنما فتحها في سنة ستين.
(٣) اختلفت المصادر في اسمه ولقبه، فقيل: ناصر الدين وقيل: نصرة الدين وقيل نصير الدين. وأجمعت أكثر المصادر على أنه أمير أميران، نصرة الدين بن زنكي بن آقسنقر التركي أخو نور الدين. ذهبت عينه يوم فتح بانياس. وكان أميرًا شجاعًا مقدامًا عزيزًا على أخيه نور الدين. توفي سنة ٥٦٠، وعظم مصابه عليه. وترجمته في ابن القلانسي (٥٣٣ و ٥٤٢ - ٥٤٣) والروضتين (١/ ١٠٧ و ١١٠ و ١٣٩) والأعلاق الخطيرة (٣/ ١/ ٥٦ - ٥٧) والعبر (٤/ ١٦٩) وابن خلدون (٥/ ٢٤٦) والكواكب الدرية (١٥٣ و ١٦٨) والنجوم (٥/ ٣٦٧).
(٤) ط: لما.
(٥) بعدها في ب: أنز.
(٦) ط: إنه اليوم بردت.
(٧) ط: للفرنج.
(٨) ب: هذا من السنة، وليست الجملة في ط.
(٩) ليس في آ.
(١٠) ط: الأمراء منهم.
(١١) ط: من مصر.
(١٢) ط: إطفاء، وليست اللفظة في ب.
(١٣) ليست الجملتان في ط، وليست الجملة الثانية في ب.
(١٤) ترجمته في المنتظم (١٠/ ٢٠٩) وابن الأثير (٩/ ٨٧ - ٨٨) والروضتين (١/ ١٣٤ - ١٣٩) ووفيات الأعيان (٥/ ١٤٣ - ١٤٧) وتاريخ الإسلام (١٢/ ١٦٣ - ١٦٤) والعبر (٤/ ١٦٦) ومرآة الجنان (٣/ ٣٤٢).
(١٥) في (ط): "بالجمال"، محرف، وما هنا من مصادر ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>