للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكره العماد في "الخريدة" وقال: كان له فضل مشهور، وشعر مأثور، فمن ذلك قوله (١): [من الطويل]

ومن عجبٍ أنَّ السّيوفَ لَدَيْهمُ … تحيضُ دماءً والسُّيوفُ ذُكورُ

وأعجبُ من ذا أنَّها في أكفِّهم … تَأَجَّجُ (٢) نارًا والأكُفُّ بُحورُ

الشيخ عبد القادر الجيلي (٣)، [] (٤)، عبد القادر بن أبي صالح، أبو محمد الجيلي.

ولد سنة سبعين وأربع مئة. ودخل بغداد، فسمع الحديث، وتفقه على أبي سعد المخرِّمي (٥) الحنبلي. وكان قد (٦) بنى مدرسة ففوّضها إلى الشيخ عبد القادر، فكان (٧) يتكلم على الناس بها، ويعظهم، وينتفع (٨) الناس بوعظه [انتفاعًا كثيرًا] (٩). وكان له سمت حسن، وصمت غير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفيه تزهد كثير، وله أحوال صالحة (١٠) ومكاشفات، [ولأتباعه وأصحابه فيه مقالات، ويذكرون عنه أقوالًا وأفعالًا ومكاشفات، أكثرها مغالاة. وقد كان صالحًا بارعًا] (١١). وقد صنّف كتاب الغُنية، وفتوح الغيب، وفيهما أشياء حسنة، ولكن (١٢) ذكر فيهما أحاديث ضعيفة وموضوعة. وبالجملة كان من سادات المشايخ [الكبار، قدس الله روحه، ونوَّر ضريحه، وكانت وفاته ليلة السبت ثامن شهر ربيع الآخر من هذه السنة] (١٣)، وله (١٤) تسعون سنة، ودفن بالمدرسة التي كانت له، .


= (١٢/ ٢٥٢) وفوات الوفيات (٢/ ٣٣٢ - ٣٣٥).
(١) البيتان في الخريدة والروضتين والفوات.
(٢) في هامش ب: تتوقد ولعله توقد.
(٣) ترجمته في المنتظم (١٠/ ٢١٩) وابن الأثير (٩/ ١٩٤) ومرآة الزمان (٨/ ٢٦٤) وتاريخ الإسلام (١٢/ ٢٥٢ - ٢٦٣)، والعبر (٤/ ١٧٥ - ١٧٦) وفوات الوفيات (٢/ ٣٧٣ - ٣٧٤) ومرآة الجنان (٣/ ٣٤٧) وذيل ابن رجب (١/ ٢٩٠ - ٣٠١) وفيه أن اسمه: عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست بن أبي عبد الله بن عبد الله الجيلي، وقال ابن شاكر الكتبي: ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي .
(٤) ليس في آ.
(٥) آ: المخزومي. وهو تصحيف، وقد تقدمت ترجمته في وفيات سنة ٥١٤ من هذا الجزء.
(٦) ط: وقد كان.
(٧) ب: وكان.
(٨) ط: وانتفع به الناس انتفاعًا كثيرًا.
(٩) عن ط وحدها.
(١٠) آ: وكان فيه زهد كبير.
(١١) عن ط وحدها.
(١٢) عن آ وحدها.
(١٣) ليس في ط.
(١٤) ط: توفي وله.

<<  <  ج: ص:  >  >>