للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد (١) سنة ثمانين وأربعمائة. وسمع الحديث وتفقّه ووعظ، وكان لطيف الوعظ. وقد (٢) أثنى عليه ابن الجوزي في ذلك، وذكر أنه سئل مرة عن أحاديث الصفات، فنهى عن التعرض لذلك، وأنشد (٣): [طويل] (٤)

أَبَى العاتِبُ (٥) الغَضْبانُ يا نَفْسُ أَنْ يَرْضَى (٦) … وَأَنْتِ الَّتِي صَيَّرتِ طاعَتَهُ فَرْضَا

فَلا تَهْجُري مَنْ لَا تُطيقينَ هَجْرَهُ … وإِنْ هَمَّ بالهِجْرانِ خَدَّيْكِ (٧) والأَرْضا

وذكر ابن الجوزي (٨) عنه أنه قال: خفتُ مرةً من الخليفة، فهتف بي هاتفٌ في المنام، وقال لي: اكتب (٩): [من الكامل]

ادْفَعْ بِصَبْرِكَ حادِثَ الأَيَّامِ … وتَرَجَّ لُطْفَ الواحِدِ العَلَّامِ (١٠)

لا تَيْأَسَنَّ وإِنْ تَضَايَقَ كَرْبُها … وَرَمَاكَ رَيْبُ صُروفِها بِسِهامِ

فَلَهُ تَعَالَى بَيْنَ ذَلِكَ فُرْجَةٌ … تَخْفَى على الأَبْصَارِ والأَوْهَامِ (١١)

كَمْ مَنْ نَجا من بَيْنِ أَطْرَافِ القَنا … وفَرِيسَة سَلِمَتْ من الضِّرْغامِ

توفي في شعبان [من هذه السنة] (١٢) عن أربع وثمانين سنة (١٣)، ودفن إِلى جانب رباط الزوزني، ثم نقل إِلى مقبرة الإمام أحمد.

شاور بن مجير، أبو شجاع السعدي (١٤)، الملقب أمير الجيوش، وزير الديار المصرية أيام العاضد.


(١) أ: ولد في، ب: مولده سنة.
(٢) عن ط وحدها.
(٣) ليست اللفظة في أ.
(٤) البيتان في المنتظم وذيل ابن رجب.
(٥) أ، ط، والمنتظم: الغائب.
(٦) في الأصول: ترضى. وما هنا عن المنتظم.
(٧) المنتظم: خدك.
(٨) المنتظم (١٠/ ٢٢٨).
(٩) الأبيات في المنتظم وذيل ابن رجب.
(١٠) ليس البيت في أ.
(١١) ط: تخفى على الأفهام والأوهام.
(١٢) ط: منها.
(١٣) عن ط وحدها.
(١٤) ط: شاور بن مجير الدين. وليست لفظة (الدين) في أ، ب ولا عند من ترجموا له. ترجمته في ابن الأثير (٩/ ٩٩ - ١٠١) والروضتين (١/ ١٥٦ - ١٥٧) ووفيات الأعيان (٢/ ٤٣٩ - ٤٤٨) ومختصر أبي الفداء (٣/ ٤٦) وتاريخ الإسلام (١٢/ ٣١٧ - ٣١٩) والعبر (٤/ ١٨٦) ومرآة الجنان (٣/ ٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>