للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحبل من ياقوت، وإِبريق (١) عظيم من الحجر المانع، وطبل للقولنج إِذا ضرب علية (٢) أحد (٣) يحصل له خروج ريح من دبره ينصرف عنه ما يجده من القولنج، فاتفق أن بعض أمراء الأكراد أخذه في يده، ولم يدر ما شأنه، فلما ضرب عليه حَبَق -أي: ضرط- فألقاه من يده على الأرض، فكسره فبطل أمره. وأما القضيب الزمرد (٤) فإن صلاح الدين (٥) كسره ثلاث فلق، فقسمه بين نسائه، وقسم بين الأمراء شيئًا كثيرًا من قطع البلخش والياقوت والذهب والفضة والأثاث وغير ذلك، ثم باع ما فضل عن ذلك، وجمع عليه أعيان التجار، واستمر (٦) البيع فيما كان (٧) هنالك من الأثاث والأمتعة نحوًا من عشر سنين.

وأرسل إِلى الخليفة ببغداد من ذلك هدايا عظيمة سنيَّة نفيسة، وكذلك إِلى الملك نور الدين أرسل إِليه من ذلك جانبًا كبيرًا (٨) صالحًا، وكان لا يدّخر لنفسه شيئًا مما يحصل له من الأموال والغنائم، بل كان يعطي ذلك كله لمن (٩) حوله من الأمراء [والوزراء والملوك والأصحاب، ] (١٠).

وكان (١١) مما أرسله إِلى نور الدين ثلاث قطع بلخش، زنة الواحدة أحد (١٢) وثلاثون مثقالًا، والأخرى ثمانية عشر مثقالًا، والثالثة [عشرة مثاقيل، وقيل أكثر] (١٣)، مع لآلئ كثيرة، وستون ألف دينار، وعطر لم يُسمع بمثله.

ومن ذلك حمارة (١٤) عتَّابية، وفيل عظيم جدًا. فأرسلت الحمارة إِلى الخليفة في جملة هدايا وتحف هائلة (١٥).


(١) أ، ب: ووجد فيه إِبريق.
(٢) ليس في ب.
(٣) ط: أحد فيه ريح غليظة أو غيرها خرج منه ذلك الريح من دبره وينصرف.
(٤) ليس في أ.
(٥) أ، ب: السلطان.
(٦) ط: فاستمر.
(٧) ط: بقي.
(٨) ط: كثيرًا صالحًا ولم يدخر لنفسه شيئًا مما حصل.
(٩) ط: من.
(١٠) ما بينهما في ط: وغيرهم.
(١١) ط: فكان.
(١٢) ط: إِحدى.
(١٣) أ، ب: دونها.
(١٤) أ، ب: حمارة عتابي، وفي الروضتين (١/ ٢٠٦): الحمارة العتابية، ولفظة: عتابية، ليست في ط.
(١٥) عن أ وحدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>