للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: كانت وفاة الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي، والد الملك صلاح الدين. سقط عن فرسه فمات، وستأتي ترجمته في الوفيات إِن شاء الله تعالي.

وفيها: سار الملك نور الدين إِلى بلاد عز الدين قليج (١) أرسلان بن مسعود بن قليج بن أرسلان بن سليمان السلجوقي ملك الروم، وتفقّد (٢) في طريقه بلاده، وأصلح ما وجده فيها من الخلل، ثم سار فافتتح مَرْعَشَ (٣) وبَهَسْنا (٤)، وعمل في كل منهما (٥) بالحسنى.

قال العماد الكاتب (٦): وفي هذه (٧) السنة وصل الفقيه الإمام الكبير قطب الدين النيسابوري (٨)، وهو فقيه عصره، ونسيج وحده، فسرّ به نور الدين، وأنزله بحلب بمدرسة باب العراق، ثم أطلعه (٩) إِلى دمشق، فدرَّس بزاوية الجامع (١٠) الغربية المعروفة بالشيخ نصر المقدسي، ونزل بمدرسة الجاروق (١١)، وشرع نور الدين في إِنشاء مدرسة كبيرة للشافعية، فأدركه الأجل قبل ذلك.

قال أبو شامة (١٢): وهي العادلية الكبيرة التي عمرها بعده (١٣) الملك العادل أبو بكر بن أيوب.

وفيها: عاد (١٤) شهاب الدين (١٥) بن أبي عصرون من بغداد، وقد سار (١٦) للهناء بالخطبة العباسية


(١) ط: قلج. ترجمته ومظانها في حوادث سنة ٥٨٨ من هذا الجزء.
(٢) أ: وافتقد.
(٣) "مَرْعَشُ": مدينة في الثغور بين الشام وبلاد الروم. معجم البلدان.
(٤) بَهَسْنَا، قال ياقوت: قلعة حصينة عجيبة بقرب مرعش وسُمَيْساط. وهي اليوم من أعمال حلب.
(٥) كذا في ط: منهما وهو الصواب، وفي الأصل: منها (ع).
(٦) سنا البرق الشامي (١/ ١٣٤ - ١٣٥).
(٧) ط: وفيها.
(٨) سترد ترجمته في حوادث سنة ٥٧٨ من هذا الجزء.
(٩) ط: ثم أتى به.
(١٠) ط: جامع. مما قد يوحي بأن اسم الجامع (جامع الغربية) وإِنما هو الجامع الأموي، وأما الغربية فهي زاويته الغربية وتعرف بالمدرسة الغزالية المنسوبة إِلى الغزالي وتعرف أيضًا بالشيخ نصر المقدسي لأنه أول من درس فيها، الأعلاق الخطيرة (٨٤ و ٢٤٦ - ٢٤٧) والدارس (٢/ ٤١٢) ومختصر تنبيه الطالب (٢٢٥).
(١١) كذا في الأصول والروضتين (١/ ٢١٤) ويبدو أنها هي المدرسة الجاروخية ذاتها الواقعة داخل بابي الفرج والفراديس: لصيق الإقبالية الحنفية، شمالي الجامع الأموي والظاهرية. الأعلاق الخطيرة (٢٢٩). مختصر تنبيه الطالب (٣٨).
(١٢) الروضتين (١/ ٢١٤).
(١٣) ط: بعد ذلك.
(١٤) ط: رجع.
(١٥) كذا في الأصلين وط، ولقبه شرف الدين في ترجمته التي سترد في حوادث سنة ٥٨٥ من هذا الجزء.
(١٦) ط: وقد أدّى الرسالة بالخطبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>