للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من (١) القاهرة، وقفها في سنة ست وستين.

قلت: وله بدمشق خانقاه أيضًا تعرف بالنجمية (٢).

وقد استنابه ابنه على الديار المصرية حين خرج إِلى الكرك، وحكمه (٣) في الخزائن. وكان من أكرم الناس. وقد امتدحه الشعراء، كالعماد [الكاتب، وعرقلة، وعمارة اليمني] (٤)، وغير واحد (٥). ورثَوه حين مات بمراثٍ كثيرة. وقد ذكر ذلك مستقصىً الشيخ شهاب الدين أبو شامة في كتابه "الروضتين" (٦).

ولما مات دفن مع أخيه أسد الدين شيركوه بدار الإمارة، ثم نقلا إِلى المدينة النبوية في سنة ثمانين، فدفنا بتربة (٧) الوزير جمال الدين (٨) الموصلي الذي كان مؤاخيًا لأسد الدين شيركوه، [وهو الجمال المتقدِّم ذِكره الذي ليس بين تربته ومسجد النبي إِلا مقدار سبعة عشر ذراعًا، فدفنا عنده] (٩).

[الحسن (١٠) بن صافي] (١١): قال (١٢) الشيخ شهاب الدين أبو شامة: وفي هذه السنة توفي ملك النحاة الحسن بن صافي.


(١) أ: في القاهرة.
(٢) الفقرة الأخيرة متقدمة في أ.
(٣) ليس في أ.
(٤) ليس في ط.
(٥) ط: وغيره.
(٦) الروضتين (١/ ٢١٢ - ٢١٣).
(٧) أ: بتربة الملك الوزير.
(٨) ليس في ب.
(٩) عن ط وحدها.
(١٠) ط: وفي هذه السنة توفي ملك الرافضة والنحاة الحسن بن صافي بن بزدن التركي، وفي هذا الكلام عدة تصحيفات وأخطاء، لعلَّ أشنعها أنه جعل الاسمين اسمًا واحدًا، ناهيك عن التصحيف في اسميهما.
(١١) ترجمته عند بدران (٤/ ١٦٦) ومعجم الأدباء (٨/ ١٢٢) وابن الدبيثي (١/ ٢٨١) وإِنباه الرواة (١/ ٣٠٥) ومرآة الزمان (٨/ ٢٩٥) والروضتين (١/ ٢٠٥) ووفيات الأعيان (٢/ ٩٢ - ٩٤) والعبر (٤/ ٢٠٤) ومرآة الجنان (٣/ ٣٨٦) وفي هذه المصادر: (هو أبو نزار الحسن بن أبي الحسن صافي بن عبد الله بن نزار بن أبي الحسن النحوي المعروف بملك النحاة. ولد ببغداد سنة ٤٨٩ وسمع الحديث من أبي طالب الزينبي، وقرأ الفقه على أحمد وأصوله على ابن برهان والخلاف على أسعد الميهني، والنحو على الفصيحي، وبرع في النحو حتى صار أنحى أهل طبقته. رحل إِلى خراسان وكرمان وغزنة وقدم دمشق فهاجاه فيها ثلاثة شعراء هم: ابن منير والقيسراني والشريف الواسطي، واستخف به ابن الصوفي فخرج منها وما عاد إِليها حتى ماتوا جميعًا. كان صحيح الاعتقاد، كريم النفس، فهمًا فصيحًا ذكيًا، إِلا أنه كان عنده عجب بنفسه وتيه، لقب نفسه ملك النحاة. وله مصنفات كثيرة في النحو والفقه وأصوله والقراءات والعروض، وله ديوان شعر وكتاب مقامات. توفي في دمشق ودفن بباب الصغير وقد ناهز الثمانين.
(١٢) الروضتين (١/ ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>