للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبله على اليمن، وانتزعها من أيدي أهل زَبيد، ومات سنة ستين، فملك (١) بعده أخوه هذا، وكلٌّ منهما كان (٢) سيء السيرة والسريرة، فعزم الملك (٣) صلاح الدين، لكثرة جيشه وقوته، على إِرسال (٤) سرية إِليه، وكان أخوه الأكبر شمس (٥) الدولة توران شاه شجاعًا مهيبًا بطلًا، وكان ممن يجالسه (٦) عمارة اليمني الشاعر، فكان عمارة ينعت له بلاد اليمن وحسنها (٧)، وكثرة خيرها، فحداه ذلك إِلى أن خرج في هذه (٨) السرية في رجب من هذه السنة، فورد مكة، شرّفها الله، فاعتمر بها، ثم سار منها إِلى زَبيد، فخرج إِليه عبد النبي، فقاتله، فهزمه (٩) تورانشاه، وأسره وأسر زوجته الحرة، وكانت ذات أموال جزيلة، فاستقرّها على أشياء جزيلة (١٠)، وذخائر جليلة. ونهب الجيش زَبيد، ثم سار إِلى عدن، فقاتله ياسر (١١) ملكها، فهزمه تورانشاه، وأسره، وأخذ البلد بيسير من الحصار، ومنع الجيش من نهبها، وقال: ما جئنا لتخريب (١٢) البلاد، وإِنما جئنا لعمارتها وملكها. ثم سار في الناس سيرة حسنة عادلة، فأحبّوه، ثم تسلّم بقية الحصون والمعاقل والمخاليف (١٣)، واستوسق له ملك اليمن بحذافيره، وألقى إِليه بأفلاذ كبده ومطاميره. وخطب فيها للخليفة العباسي أبي محمد الحسن المستضيء، وقُتل الدعيُّ المسمى بعبد النبي، وصفت اليمن من أكدارها، وعادت إِلى ما سبق من مضمارها، وكتب بذلك إِلى أخيه الملك الناصر صلاح الدين يخبره بما فتح الله عليه، وأحسن إِليه، فكتب بذلك الملك صلاح الدين (١٤) إِلى الملك نور الدين، [فأرسل نور الدين بذلك إِلى الخليفة] (١٥) يبشِّره بفتح اليمن والخطبة له (١٦) بها.


(١) ط: فملكها.
(٢) عن ط وحدها.
(٣) ليس في ط.
(٤) أ: إِرساله.
(٥) ب: شمس الدولة والدين.
(٦) ط: يجالس.
(٧) أ: وحصنها.
(٨) ط: تلك.
(٩) أ: فهزم تورانشاه جيشه، ب: فهزمه تورانشاه جيشه.
(١٠) ط: نفيسة.
(١١) الاسم محرف في أ. والخبر في ابن الأثير (٩/ ١٢٢).
(١٢) ط: لنخرب.
(١٣) ط: والمخالف.
(١٤) ط: فكتب الملك صلاح الدين بذلك.
(١٥) ليس في أ.
(١٦) ليس في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>