للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلى (١) السلطان ليشفع فيه عنده، فتوهّم عمارة أنه يتكلَّم (٢) فيه، فقال: يا مولانا السلطان لا تسمع منه، فغضب القاضي الفاضل، وخرج من القصر، فقال له السلطان: إِنه إِنما كان يشفع فيك (٣)، فندم ندمًا عظيمًا، ولما ذُهب به ليصلب اجتاز (٤) بدار القاضي الفاضل، فطلبه فتغيب عنه، فأنشد عند ذلك: [من مجزوء الكامل] (٥)

عَبْدُ الرَّحِيمِ (٦) قَدِ احْتَجَبْ … إِنَّ الخَلاصَ هُوَ العَجَبْ

قال ابن أبي طي: وكان الذين صُلبوا:

١ - الفضل (٧) بن كامل القاضي: وهو أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن كامل قاضي قضاة الديار المصرية زمن الفاطميين ويلقب بفخر الأمناء، وكان أول من صلب فيما قاله العماد الكاتب. وكان ينسب إِلى فضيلة وأدب، وله شعر رائق، فمن ذلك قوله في غلام رفَّاء (٨): [من مخلّع البسيط]

يا رافِيًا خَرْقَ كُلِّ ثَوْبِ … ويَا رَشا (٩) حُبُّه اعْتِقادِي

عَسَى بِكَفِّ الوِصالِ تَرْفُو … ما مَزَّقَ الهَجْرُ من فُؤَادِي

٢ - وابن عبد القوي (١٠) داعي الدعاة، وكان يعلم بدفائن القصر، فعوقب ليدلّ عليها (١١)، فامتنع من ذلك، فمات واندرست.


(١) أ، ب: فاجتمع بالسلطان.
(٢) أ: تكلم.
(٣) أ، ب: إِنه كان قد شفع فيك.
(٤) ط: مر بدار الفاضل.
(٥) البيت في الروضتين (١/ ٢٢٣) والكواكب الدرية (٢٢٥).
(٦) هو اسم القاضي الفاضل الذي سترد ترجمته في حوادث سنة ٥٩٦ من هذا الجزء. ومما قاله عمارة في القاضي الفاضل:
قَسَتْ رأفةُ الدنيا فلا الدهرُ عاطفٌ … عليَّ ولا عبدُ الرحيم رحيمُ
الروضتين (١/ ٢٢٣).
(٧) ب: المفضل. والخبر في الروضتين (١/ ٢٢٠) والكواكب الدرية (٢٢٦) وسنا البرق الشامى (١/ ١٤٨) والشذرات (٤/ ٢٣٥).
(٨) البيتان في الروضتين (١/ ٢٢٤).
(٩) ط: وما رفا.
(١٠) الروضتين (١/ ٢٢٠) والكواكب الدرية (٢٢٦) وسنا البرق الشامي (١/ ١٤٩).
(١١) أ، ب: ليعلم بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>