للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومناقبه ومآثره ومحاسنه كثيرة جدًا، وقد ذكرنا نبذة من ذلك يستدلّ بها على ما عداها.

وقد ذكر الشيخ شهاب الدين في أول الروضتين (١) كثيرًا من محاسنه، وذكر ما مدح به من القصائد (٢).

وذكر (٣) أنه لما فتح الملك صلاح الدين الديار المصرية (٤) هَمَّ بعزله عنها واستنابة غيره فيها، غير مرة، ولكن يعوقه عن ذلك القدر، ويصدّه قتال الفرنج واقتراب أجله وفراغ (٥) عمره. فلما كان في هذه السنة -أعني سنة تسع وستين وخمسمائة- وهي آخر مدته، قد صمم (٦) على الديار المصرية، وأرسل إِلى عساكر بلاد الموصل وغيرها ليكونوا ببلاد الشام حفظًا لها من الفرنج في غيبته، ويركب هو في جمهور جيشه (٧) إِلى مصر. وقد خاف منه الملك صلاح الدين خوفًا شديدًا (٨). فلما كان يوم عيد الفطر من هذه السنة ركب إِلى الميدان الأخضر القبلي وصلّى الخطيب فيه صلاة عيد الفطر، وكان ذلك يوم (٩) الأحد، ورمى القبق (١٠) في الميدان الأخضر الشمالي، والقدر يقول له: هذا آخر أعيادك (١١)، ومدّ في ذلك اليوم سماطًا حافلًا، وأمر بانتهابه [على العادة] (١٢) وطهّر ولده الملك الصالح إِسماعيل (١٣) في هذا اليوم، وزيّنت (١٤) له البلد، وضربت البشائر للعيد والختان.

وركب يوم الإثنين في الموكب على العادة، ثم لعب بالكرة في يومه (١٥) ذلك، فحصل له غيظ من بعض الأمراء، ولم يكن ذلك من سجيته، فبادر إِلى القلعة، وهو كذلك في غاية الغضب، وحصل له


(١) الروضتين (١/ ٥ - ٢٤).
(٢) بعدها في أ وحدها: وقد أوردنا في عيون دولته طرفًا صالحًا من عدله وقصده الصالح.
(٣) الروضتين (١/ ٢٢٨).
(٤) ط: وذكر أنه لما فتح أسد الدين الديار المصرية ثم مات ثم تولى صلاح الدين.
(٥) استدركت لفظة (عمره) فوق السطر في ب، ولذلك سقطت من أ.
(٦) ط: أضمر على الدخول إِلى الديار المصرية وصمم عليه.
(٧) ط: جمهور الجيش.
(٨) ليس في أ.
(٩) ط: نهار.
(١٠) ط: العتق.
(١١) أ: الأعياد ومدّ يوم العيد. وهي رواية ب ولكن بخلاف بسيط وهو: يوم الأحد.
(١٢) ليس في ط.
(١٣) سترد أخباره ووفاته في سنة ٥٧٧ من هذا الجزء.
(١٤) أ: وزين له البلد وضرب.
(١٥) ط: في ذلك اليوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>