للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما كان بحماة وصلت إِليه رسل الخليفة المستضيء (١) بأمر الله، ومعهم الخلع السنية والتشريفات العباسية، والأعلام السود، وتوقيع (٢) من الديوان بالسلطنة ببلاد مصر والشام، وأفيضت الخلع على أهله وأقاربه وأصحابه وأصهاره وأعوانه وأنصاره، وكان يومًا مشهودًا.

واستناب على حماة ابن خاله وصهره الأمير شهاب الدين محمود (٣)، ثم سار (٤) إِلى حمص فأطلقها لابن (٥) عمه ناصر الدين (٦)، كما كانت [لأبيه من قبله شيركوه أسد الدين، ثم إِلى بعلبك، ثم إِلى البقاع] (٧)، ورجع إِلى دمشق في ذي القعدة.

[وفي هذه السنة] (٨) ظهر رجل من قرية مَشْغَرى (٩)، من معاملة دمشق، وكان مغربيًا، فادّعى النبوّة، وأظهر شيئًا من المخاريق والمخاييل (١٠) والشعبذة والأبواب النيرنجية، فافتتن به طوائف [من أهل تلك الناحية من الطغام والعوام] (١١)، فتطلبه السلطان فهرب [في الليل من مشغرى] (١٢) إِلى معاملة حلب، فالتف (١٣) على كل مقطوع الذنب، وأضلّ خلقًا من الفلاحين لا المفلحين، وتزوج امرأة أحبّها، وكانت من أهل تلك البطائح، فعلَّمها أن ادّعت النبوة، فأشبها قصة مسيلمة وسجاح، فلعنهما الله، كلما عب الحمام وهدر، وكلما صبّ الغمام وقطر.

وفيها: هرب وزير (١٤) الخليفة ونهبت داره.


(١) سترد ترجمته في وفيات سنة ٥٧٥ من هذا الجزء.
(٢) ط: والتوقيع.
(٣) سترد ترجمته في حوادث سنة ٥٧٣ من هذا الجزء.
(٤) ب: صار.
(٥) ط: إِلى ابن.
(٦) سترد ترجمته في حوادث سنة ٥٨١ من هذا الجزء.
(٧) ط: كما كانت من قبله لأبيه شيركوه أسد الدين ثم بعلبك على البقاع.
(٨) مكانهما في ط: وفيها.
(٩) قرية من ناحية البقاع. معجم البلدان.
(١٠) في الروضتين (١/ ٢٥١): التخاييل والتمويهات.
(١١) ط: من الهمج والعوام.
(١٢) ليس في ط.
(١٣) ط: فالف.
(١٤) هو الوزير عضد الدين أبو الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن رئيس الرؤساء. ولد سنة ٥١٤. وتولى الوزارة للمستضيء سنة ٥٦٦، ثم عزله سنة ٥٧٠ فنهب الجند والعوام داره، ثم أعيد إِلى الوزارة فظل بها إِلى أن قتله باطني فى سنة ٥٧٣. أخباره فى المنتظم (١٠/ ٢٧٣) وابن الأثير (٩/ ١٤٣) ومختصر أبي الفداء (٣/ ٦١) والعبر -الكويت (٤/ ٢١٧) - وبيروت (٣/ ٦٤) والفخري (٢٥٧ - ٢٥٩) ومرآة الجنان (٣/ ٣٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>