للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع الحديث وأسمعه، وكان حسن المعرفة بالنحو واللغة. ووقف كتبه بمسجد ابن جردة ببغداد. [وكانت وفاته] (١) في شعبان، وقد نيّف على الثمانين [رحمه الله تعالى] (٢).

محمد بن عبد الله بن القاسم (٣)، أبو الفضل، قاضي القضاة بدمشق، كمال الدين الشهرزوري الموصلي.

وله بها مدرسة على الشافعية، وأخرى بنصيبين. وكان فاضلًا ديّنًا أمينًا ثقة ورعًا. ولي القضاء بدمشق لنور الدين محمود بن زنكي، واستوزره أيضًا، فيما حكاه ابن الساعي، قال: وكان يبعثه في الرسائل. كتب مرة على أعلى (٤) قصة إِلى الخليفة المقتفي (٥): (محمد بن عبد الله الرسول)، فكتب الخليفة تحت ذلك: (). قلت: وقد فوض إِليه نور الدين نظر الجامع ودار الضرب والأسوار (٦)، وعمر له المارستان والمدارس وغير ذلك من الأمور المهمات رحمه الله تعالى. وكانت وفاته في المحرم من هذه السنة بدمشق.

الخطيب شمس الدين بن الوزير أبي المضاء خطيب الديار المصرية وابن وزيرها:

كان أول من خطب بديار مصر للخليفة المستضيء بأمر الله العباسي، بأمر الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، ثم حظي عنده حتى كان قد جعله سفيرًا بينه وبين الملوك والخلفاء، وكان رئيسًا مطاعًا كريمًا ممدَّحًا، يقرأ عليه الشعراء والأدباء، ثم جعل الناصر (٧) مكانه في السفارة وأداء الرسائل ضياء الدين (٨) بن قاضي القضاة الشهرزوري بمرسوم سلطاني، وكانت (٩) وظيفة مقررة، رحمه (١٠) الله تعالى وإِيانا بمنه وكرمه.


(١) ما بين الحاصرتين في ط: توفي.
(٢) عن أ وحدها.
(٣) ترجمته في المنتظم (١٠/ ٢٦٨) والخريدة -قسم الشام- (٢/ ٣٢٣) وابن الأثير (٩/ ١٤١) والمختصر المحتاج إِليه (٥٥) ومرآة الزمان (٨/ ٣٤٠) والروضتين (١/ ٢٦٢) ووفيات الأعيان (٤/ ٢٤١ - ٢٤٥) وأبو الفداء (٣/ ٥٩) والعبر (٤/ ٢١٥) والوافي (٣/ ٣٣١) ومرآة الجنان (٣/ ٢٩٨) وفيه: السهروردي. تصحيف.
(٤) ليس في ط.
(٥) تقدمت ترجمته في حوادث سنة ٥٣٠ من هذا الجزء.
(٦) الروضتين (١/ ٢٦٣).
(٧) عن ط وحدها.
(٨) سترد ترجمته في حوادث سنة ٥٩٩ من هذا الجزء.
(٩) ط، ب: الشهرزوري المتقدم بمرسوم السلطان وصارت وظيفة مقررة.
(١٠) الجملة الدعائية الأخيرة كلها عن أ وحدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>