للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمون الهنود وخلصوا [ملكهم واحتملوه] (١) على كواهلهم في محفَّةٍ عشرين فرسخًا، وقد نزفه الدم، فلما تراجع إِليه جيشه أخذ في ثأنيب الأمراء، وحلف ليأكلن كلّ أمير عليقة فرسا (٢)، وما أدخلهم غزنة إِلا مشاةً حفاة.

[وفي هذه السنة] (٣) ولدت امرأة من سواد بغداد بنتًا لها أسنان.

وفيها: قتل الخليفةُ الناصرُ أستاذَ داره أبا الفضل بن الصاحب (٤)، وكان قد استحوذ على الأمور ولم يبق للخليفة معه كلمة تطاع، ومع هذا كان (٥) عفيفًا عن الأموال، جيد السيرة، فأخذ منه الخليفة (٦) شيئًا كثيرًا من الحواصل والأموال.

وفيها: استوزر الخليفة أبا المظفَّر عبد اللّه (٧) بن يونس، ولقَّبه جلال الدين، ومشى أهل الدولة في ركابه حتى قاضي القضاة أبو الحسن بن الدامغاني وقد كان ابن يونس هذا شاهدًا عنده، فكان القاضي يقول (٨) وهو يمشي في ركابه: لعن اللّه طول العمر، فمات القاضي في آخر هذه السنة، رحمه الله تعالى، وقد حكم في أيام عدة من الخلفاء وهو من بيت.

وممن توفي في هذه السنة -أعني سنة ثلاث وثمانين وخمسمئة- من الأعيان:

الشيخ عبد المغيث بن زهير الحربى (٩):

كان من صلحاء الحنابلة، وكان يزار، وله مصنف في فضل يزيد بن معاوية، أتى فيه بغرائب وعجائب (١٠)، وقد رَدَّ عليه أبو الفرج بن الجوزي في هذا الكتاب فأجاد وأصاب، ومن أحسن ما اتفق


(١) ط: صاحبهم وحملوه.
(٢) ط: عليق فرسه.
(٣) ط: وفيها.
(٤) هو هبة الله بن علي بن هبة الله بن محمد بن الحسن المعروف بابن الصاحب، مجد الدين أبو الفضل. قتله الخليفة الناصر في هذه السنة. أخباره في ابن الأثير (٩/ ١٣٨ و ١٨٩) ووفيات الأعيان (٦/ ٢٤٥) - في ترجمة ابن زيادة الذي تولى بعده- والعبر (٤/ ٢٤٨) ومرآة الجنان (٣/ ٤٢٦) والشذرات (٤/ ٢٧٥).
(٥) ليس في ب.
(٦) ط: فأخذ الخليفة منه.
(٧) ترجمته وأخباره في ابن الأثير (٩/ ١٨٩ و ١٩٧) والعبر (٤/ ٢٨١ - ٢٨٢) والفخري (٢٦١) واسمه في هذه المصادر: عبيد اللّه، ومرآة الجنان (٣/ ٤٧٦) والشذرات (٤/ ٣١٣).
(٨) ط: عند القاضي وكان يقول.
(٩) ترجمته في ابن الأثير (٩/ ١٨٩) والتاريخ المجدد لابن النجار (١/ ٢ - ٦) والتكملة للمنذري (١/ ٦٣ - ٦٤) والعبر (٤/ ٢٤٩) وذيل ابن رجب (١/ ٣٥٤ - ٣٥٨).
(١٠) ط: بالغرائب والعجائب.

<<  <  ج: ص:  >  >>