للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كبير، وقد كان من أبناء (١) ملوك شيزر، ثم أقام بديار مصر (٢) مدة في أيام الفاطميين، ثم عاد إِلى الشام، وقدم (٣) على الملك صلاح الدين في سنة سبعين دمشق وأنشد (٤): [من المقارب]

حَمِدْتُ على طُولِ عُمْرِي المَشيبا … وإِن كُنْتُ أَكْثَرْتُ فيه الذُّنُوبَا

لأَنِّي حَييتُ إِلى أنْ لقيـ … ـــتُ بَعْدَ العَدُوِّ صَديقًا حَبيبا

وله [مبتكرًا معناه] (٥) في سنّ قلعها ففقد (٦) نفعها (٧): [من البسيط]

وَصَاحِبٍ لَا أَمَلّ الدَّهْرَ صُحْبَتَهُ … يَشْقَى لِنَغْصٍ وَيَسْعَى سَعْيَ مُجْتَهِدِ

لَمْ أَلْقَهُ مُذْ تَصَاحَبْنَا فحِينَ بَدَا … لِنَاظِريَّ افْتَرَقْنَا فرقَةَ الأبَدِ

وله ديوان (٨) شعر كبير، وكان صلاح الدين يفضله على سائر الدواوين، وقد كان [أسامة هذا الأمير ولد] (٩) في سنة ثمان وثمانين وأربعمئة، وكان في شبيبته شهمًا شجاعًا فاتكًا، قتل الأسد مواجه (١٠) وحده، ثم عُمّر إِلى أن توفي في هذه السنة .

قال ابن خلكان (١١): ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان ودفن شرقي جبل قاسيون (١٢) قال: زرت قبره وقرأت عنده، وأهديت له، رحمه الله تعالى، ومما أنشده (١٣) له قوله (١٤): [من الكامل]

لَا تَسْتعِرْ جَلَدًا عَلَي هِجْرَانِهم … فَقِواكَ تَضْعفُ عَنْ صُدودٍ دَائِمِ

وَاعْلَمْ بأَنَّكَ إِنْ رَجعْتَ إِلَيْهِمُ … طَوْعًا وإِلَّا عُدْتَ عَوْدَةَ نادِمِ


(١) ط: من أولاد.
(٢) ط: بمصر.
(٣) ط: فقدم.
(٤) البيتان في الروضتين (١/ ٢٦٤).
(٥) ليس في ط.
(٦) ط: وفقد.
(٧) البيتان في أكثر المصادر التي ترجمته.
(٨) طبع ديوانه في القاهرة سنة ١٩٥٣ م بتحقيق أحمد أحمد بدوي وحامد عبد المجيد.
(٩) مكانهما في ط: مولده.
(١٠) ط: قتل الأسد وحده مواجهة.
(١١) وفيات الأعيان (١/ ١٩٩).
(١٢) ط: قايسون.
(١٣) ط: وأنشدت له.
(١٤) البيتان في وفيات الأعيان (١/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>