للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه، ثم بعث (١) ملك الإِنكليز (٢) إِلى السلطان يقول له: إِن الأمر قد طال وهلك الفرنج والمسلمون، وإِنما مقصودنا ثلاثة أشياء لا سواها، رد الصليب وبلاد الساحل (٣) وبيت المقدس، لا نرجع عن هذه الثلاثة وبنا عين تطرف (٤)، فأرسل إِليه السلطان [جواب ذلك] (٥) أشد جواب، وأسوأ خطاب، ثم عزمت (٦) الفرنج لعنهم الله على قصد بيت المقدس، فتقدم السلطان بجيشه إِلى بيت المقدس (٧) فنزله، وسكن في دار القساوس قريبًا من قمامة، في ذي القعدة، وشرع في تحصين البلد (٨) وتعميق خنادقه، وعمل فيه بنفسه وأولاده وأمرائه، وعمل فيه القضاة والعلماء والصوفية بأنفسهم، وكان (٩) وقتًا مشمهودًا، واليزك حول البلد من ناحية الفرنج، وفي كل وقت يستظهرون على الفرنج فيقتلون (١٠) ويأسرون ويغنمون منهم، ولله الحمد والمنة. وانقضت هذه السنة والأمر على ذلك.

وفي هذه السنة فيما ذكره العماد الكاتب تولى القاضي (١١) محيي الدين محمد بن الزكي قضاء دمشق.

وفيها: عدي (١٢) أمير مكة داود بن عيسى بن فُلَيْتَة بن قاسم (١٣) بن محمد بن أبي هاشم الحسني (١٤)، فأخذ أموال الكعبة حتى انتزع طوقًا من فضة كان على دارة الحجر الأسود، كان قد لمَّ شعثه حين ضربه ذلك القرمطي بالدبوس، فلما بلغ السلطان خبره من الجميع عزله وولّى أخاه مكثرًا (١٥)، ونقض القلعة التي كان بناها أخوه على جبل أبي قبيس، فأقام (١٦) داود بنخلة حتى توفي بها في سنة تسع (١٧) وثمانين.


(١) ط: وبعث.
(٢) أ، ب: الانكلتير.
(٣) ب: السواحل الساحل.
(٤) ط: لا ترجع عن هذه الثلاثة ومنا عين تطرف.
(٥) ليس في ط.
(٦) ط: وأسد مقال، فعزمت.
(٧) ط: إِلى القدس.
(٨) عن ب وحدها.
(٩) ط: وعمل فيه الأمراء والقضاة والعلماء والصالحون وكان.
(١٠) ط: ويقتلون.
(١١) ط: وفيها على ما ذكره العماد تولى القضاء محيي الدين.
(١٢) الروضتين (٢/ ١٩٥ - ١٩٦).
(١٣) ط، ب: هاشم.
(١٤) ترجمته في ابن الأثير (٩/ ٢٢٩) والروضتين (٢/ ١٩٥ - ١٩٦) وأبو الفداء (٣/ ٨٩) والعبر (٤/ ٦٨) ومرآة الجنان (٣/ ٤٣٨) والشذرات (٤/ ٢٩٧).
(١٥) ب، ط: بكيرًا.
(١٦) ط: وأقام.
(١٧) أ، ط: سبع، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>