للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجاءه (١) العزيز (٢) من مصر والأفضل من صرخد، فأقلعت (٣) الفرنج عن الحصن وبلغهم موت ملك الألمان، فطلبوا [عند ذلك] (٤) من العادل الهدنة والأمان، فهادنهم ورجعت الملوك إِلى أماكنها (٥)، وقد عظِّم المعظّم عيسى بن العادل في هذه المدة (٦)، واستنابه أبوه على دمشق، وسار إِلى ملكه بالجزيرة، فأحسن فيهم السيرة.

وكان قد توفي في هذه السنة السلطان الكبير صاحب سنجار وغيرها من المدائن الكبار، وهو عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي الأتابكي، كان من خيار الملوك وأحسنهم شكلًا وسيرة، وأجودهم طوية وسريرة، غير أنه كان يبخل، وكان شديد المحبة للعلماء، ولا سيما الحنفية (٧)، وقد ابتنى لهم مدرسة بسنجار، وشرط لهم طعامًا يطبخ لكل واحد منهم في كل يوم، وهذا نظر حسن، والفقيه أولى بهذه (٨) الحسنة من الفقير، لاشتغال الفقيه بتكراره ومطالعته عن الفكر فيما يُقِيته (٩).

فعدى على أولاده (١٠) ابن عمه صاحب الموصل، فأخذ الملك منهم، فاستغاث بنوه بالملك العادل، فرد فيهم الملك، ودرأ عنهم الضيم والهلكة، واستقرت المملكة لولده قطب الدين محمد.

ثم سار العادل (١١). إِلى ماردين فحاصرها في شهر رمضان (١٢)، فاستولى على ربضها (١٣) ومعاملتها، وأعجزته قلعتها، فطاف (١٤) عليها ومشى (١٥)، وما ظن (١٦) أحد أنه تملَّكها (١٧)، لأن ذلك لم يكن مثبوتًا ولا مقدرًا.


(١) ب: حتى جاءه.
(٢) ليس في ب.
(٣) ب: فخلفت.
(٤) عن ب وحدها.
(٥) ب: فهادنهم عند ذلك السلطان ورجعت العساكر إِلى أماكنها.
(٦) ط: المرة.
(٧) ب: ولا سيما للحنفية منهم.
(٨) ب: أولى سجاله الحسنة من الفقير.
(٩) ب: فيما يقوم بكفايته ومؤنته.
(١٠) ب: فعدى مملكته ابن عمه صاحب الموصل فقطعهم ولم يكن بالواصل.
(١١) ط: الملك.
(١٢) أ: شعبان.
(١٣) ط: ريفها.
(١٤) ط: فطاف.
(١٥) كذا في ط: فطاف عليها ومشى، وفي الأصل: فصاف عليها وشتى (ع).
(١٦) ب: وما نتك.
(١٧) ب: أنه سيملكها حتى هبة الشعراء بذلك ولكن لم يكن ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>