للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير المؤمنين، وكان يوسف لا يشبع في زمن القحط حتى لا ينسى الجيعان (١)، وكان عمر يضرب بطنه عام الرَّمادة ويقول: قَرْقِرْ أو لا تُقَرْقِر، والله لا ذقْت (٢) سمنًا ولا سمينًا حتى يُخصب الناس. قال: فبكى المستضيء وتصدَّق بمال جزيل (٣)، وأطلق المحابيس وكَسَى خلقًا من الفقراء.

ولد ابن الجوزي في حدود سنة عشر وخمسمئة كما تقدم، وكانت وفاته ليلة (٤) الجمعة بين العشاءين الثاني عشر من شهر (٥) رمضان من هذه السنة، وله من العمر سبع وثمانون سنة، وحملت جنازته على رؤوس الناس، وكان الجمع كثيرًا جدًا. ودفن بباب حرب عند أبيه بالقرب من الإمام أحمد وكان يومًا مشهودًا، حتى قيل (٦): إِنه أفطر جماعة من الناس [بسبب شدة الحر، وكثرة الزحام، ، وقد كُتب على قبره عن وصيته] (٧) هذه الأبيات (٨): [من مجزوء الكامل]

يا كَثيرَ العَفْوِ عَمَّنْ … كَثُرَ الذَّنْبُ لَدَيْهِ (٩)

جَاءَكَ المُذْنِبُ يَرْجُو الـ … ـصَّفْحَ عَنْ جُرْمِ يَدَيْهِ

أنا ضَيْفٌ وَجَزَاءُ الضَّـ … ـيفِ إِحسانٌ إِلَيْهِ

وقد كان [للشيخ جمال الدين بن الجوزي] (١٠) من الأولاد الذكور ثلاثة:

عبد العزيز، وهو أكبر أولاده، مات شابًا في حياة والده في سنة أربع وخمسين.

ثم أبو القاسم علي، وقد كان عاقًا لوالده، إِلبًا عليه في زمن المحنة وغيرها، وقد تسلَّط على كتبه في غيبته بواسط فباعها (١١) بأبخس الأثمان (١٢).

ثم محيي الدين يوسف، وكان أنجب أولاده وأصغرهم. ولد سنة ثمانين ووعظ بعد أبيه، واشتغل


(١) ط: الجائع.
(٢) ط: لا ذاق عمير.
(٣) ط: كثير.
(٤) ب: يوم.
(٥) ليس في ط.
(٦) ليس في أ.
(٧) ط: من كثرة الزحام وشدة الحر وقد أوصى أن يكتب على قبره.
(٨) الأبيات في ذيل الروضتين (٢٦).
(٩) ط:
يا كثير العفو يا من … كثرت ذنبي لديه
(١٠) ط: له.
(١١) ليس في ب.
(١٢) ط: الثمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>