للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكرت (وصيته) عند موته وأنه رجع عن مذهب الكلام فيها إِلى طريقة السلف وتسليم ما ورد على وجه المراد اللائق بجلال اللّه سبحانه (١).

وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة في "الذيل" (٢) في ترجمته: وكان (٣) يعظ وينال من الكرَّامية (٤) وينالون منه سبًّا وتكفيرًا (بالكبائر)، وقيل إِنهم وضعوا عليه مَن سقاه السم (٥) فمات ففرحوا بموته، وكانوا يرمونه بالكبائر (٦).

قال (٧): وكانت وفاته في ذي الحجة، ولا كلام في فضله، [وإِنما الشناعات عليه قائمة بأشياء: منها أنه كان يقول] (٨): قال محمد التازي (٩)، يعني العربي يريد به النبي (١٠) ، وقال محمد الرازي يعني نفسه.

ومنها: أنه كان يقرر الشبهة من جهة الخصوم بعبارات كثيرة ويجيب عن ذلك (١١) بأدنى إِشارة وغير ذلك.

قال: وبلغني أنه خلَّف من الذهب العين ثمانين (١٢) ألف دينار غير (١٣) ما كان يملكه من الدواب


(١) ساقها الذهبي بتمامها في تاريخ الإسلام (١٣/ ١٤٣ - ١٤٥)، ونقلها منه التاج السبكي في الطبقات (بشار).
(٢) ذيل الروضتين (٦٨).
(٣) ط: كان، وما هنا عن ذيل الروضتين.
(٤) ب: من الكرامات لون منه.
(٥) أ، ط: سمًّا.
(٦) ط: يرمونه بالمعاصي مع المماليك وغيرهم.
(٧) ب: وقال.
(٨) مكانهما في ط: ولا فيما يتعاطاه، وقد كان يصحب السلطان ويحب الدنيا ويتسع فيها اتساعًا زائدًا، وليس ذلك من صفة العلماء، ولهذا وأمثاله كثرت الشناعات عليه وقامت عليه شناعات عظيمة بسبب كلمات كان يقولها مثل قوله. وكل هذا لا وجود له في ذيل الروضتين.
(٩) ب: الباري، ط: البادي. وفي حاشية ذيل الروضتين التعليقة التالية على لفظه؛ -التازي-: بالزاي، كان العجم يطلقونه على العرب، وهو يفيد معنى العربي عندهم، فقول ابن كثير: البادي من البادية. تحريف، على أن التازي هو الذي يوازن الرازي. ز. قلت: والمقصود بحرف الزاي الشيخ محمد زاهد الكوثري . وأما التحريف الذي أشار إِليه فهو ليس من ابن كثير وإِنما من النساخ. ولا يفوتنا أن الكتاب -أقصد البداية والنهاية- غير محققة ولا مقابلة على نسخ جيدة. ففي نسخة برلين التي تعرض طبعتنا عليها: -التازي- وهو موافق لما في ذيل الروضتين.
(١٠) بعدها في ط: نسبة إِلى البادية.
(١١) تختلف العبارة في ذيل الروضتين عما هنا، فلتراجع.
(١٢) في الأصول: مئتي، وما هنا عن ذيل الروضتين ويؤيد هذه الرواية ما سيرد بعد أسطر من أن ولديه أخذ كل واحد أربعين ألف دينار.
(١٣) في الذيل: خارصًا عما كان يملكه.

<<  <  ج: ص:  >  >>