كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة سبع وستمئة - ذكر وفاة صاحب الموصل نور الدين - ج: 15 - ص: 39

أعلم به من غيره، وذكر أن مدة ملكه سبع عشرة سنة وأحد (١) عشر شهرًا.

وأما أبو المظفر السبط فإِنه قال (٢): كان جبارًا ظالمًا بخيلًا سفاكًا للدماء فاللّه أعلم به (٣). وقام في الملك (٤) [من بعده] ولده القاهر عز الدين (٥) مسعود (٦)، وجعل تدبير مملكته إِلى غلامه بدر الدين لؤلؤ الذي صار الملك إِليه فيما بعد، [كما سيأتي].

قال أبو شامة (٧): وفي سابع شَوّال شرع في عمارة المُصَلَّى، [بظاهر دمشق المجاور لمسجد النارنج (٨) برسم صلاة العيدين. وهدم حائطه القبلي ومنبره ليجدد] (٩) وبُني له أربع جدر بشرفه (١٠)، وجُعل له أبواب صونًا لمكانه من الميتات (١١) ونزول القوافل، وجُعل في قبلته محراب من حجارة ومنبر من حجار (١٢) وعُقدت فوق ذلك قبة.

ثم في سنة ثلاث عشرة عُمل في قبلته رواقان، وعُمل له منبرٌ من خشب ورُتِّب له خطيب راتب وإِمام راتب (١٣)، ومات العادل ولم يتم الرواق الثاني منه، وذلك كله على يدي الوزير صفي الدين (١٤) ابن شكر.

قال: وفي ثاني شوال من هذه السنة (١٥) جُدِّدت أبوابُ الجامع الأموي من ناحية باب البريد بالنحاس الأصفر، ورُكبت في أماكنها.

وفي شوّال أيضًا شُرع في إِصلاح الفوَّارة والشاذروان والبركة، وعمل عندها مسجد، وجُعل له إِمامٌ

---

(١) ط: وإِحدى عشر؛ خطأ.
(٢) مرآة الزمان (٨/ ٥٤٦).
(٣) عن ط وحدها.
(٤) ط: بالملك.
(٥) سترد ترجمة عز الدين في وفيات ٦١٥.
(٦) بعدها في أ، ب: لأخيه عماد الدين زنكي وكان للأصغر بعض البلاد.
(٧) ذيل الروضتين (٧٦) بخلاف في الرواية.
(٨) مسجد الحجر ويعرف بمسجد النارنج قبلي المصلّى من شرقيه وفي حاشية ثمار المقاصد: مسجد النارنج بباب الصغير. الأعلاق الخطيرة (١٥٥)، ثمار المقاصد (١٢٨) الدارس في تاريخ المدارس (٢/ ٣٦١).
(٩) ما بين الحاصرتين مستدرك من ذيل الروضتين.
(١٠) ط: مشرفة.
(١١) ط: الميار.
(١٢) ط: محرابًا من حجارة ومنبرًا من حجارة.
(١٣) ط: له خطيب وإِمام راتبان.
(١٤) ط: وذلك كله على يد الوزير صفي ابن شكر.
(١٥) ط: منها.