كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة ست عشرة وستمئة - وممن توفي فيها من الأعيان - ج: 15 - ص: 98

وأم الملوك، كان لها (١) من الملوك المحارم خمسة وثلاثون ملكًا، منهم شقيقها [الملك] المعظم توران شاه بن أيوب (٢) صاحب اليمن، وهو مدفون عندها في [تربتها في] القبر القبلي من الثلاثة، وفي الأوسط منها زوجها وابن عمها ناصر الدين (٣) محمد بن أسد الدين شيركوه بن شاذي صاحب حمص، وكانت قد تزوجته بعد أبي ابنها حسام الدين عمر بن لاجين، وهي وابنها حسام الدين [محمد بن] (٤) عمر في القبر الثالث، وهو الذي يلي مكان الدرس، ويقال للتربة والمدرسة الحسامية (٥) نسبة إلى ابنها هذا حسام الدين [محمد بن] عمر بن لاجين، وكان من أكابر العلماء عند خاله صلاح الدين، وكانت ست الشام [رحمها اللّه] من أكثر النساء صدقةً وإِحسانًا إِلى الفقراء والمحاويج، و (كانت) تعمل في كل سنة في دارها بألوفٍ من الذهب أشربةً وأدوية وعقاقيرَ وغير ذلك، وتفرقه على الناس، وكانت وفاتها يوم الجمعة آخر النهار السادس عشر من ذي القعدة من هذه السنة في دارها التي جعلتها مدرسة (٦)، وهي [عند المارستان وهي] (٧) الشامية الجوانية، ونقلت منها إِلى تربتها بالشامية البرانية، وكانت جنازتها حافلة رحمها الله.

أبو البقاء (٨) صاحب "الإعراب" و"اللباب" عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه، الشيخ أبو البقاء العُكْبَري (٩) الضَّرير النحوي الحنبلي.

صاحب"إِعراب القرآن العزيز" وكتاب"اللباب" في النحو، وله "حواشٍ" على المقامات، و"مفصّل" الزمخشري، و"ديوان" المتنبي، وغير ذلك، وله في الحساب وغيره (١٠)، وكان صالحًا

---

(١) ب: أخت الملوك وأولادهم كلها.
(٢) توفي توران شاه بن أيوب سنة ٥٧٢. ترويح القلوب (٤٨).
(٣) توفي ناصر الدين في سنة ٥٨١. ترويح القلوب (٣٩).
(٤) ما بين المعقوفتين مستدرك عن ترجمته في هذا الجزء الداريس (٢/ ١٤٣ - ١٤٤).
(٥) الدارس (٢/ ١٤٣ - ١٤٤).
(٦) ب: مدرستها.
(٧) ما بينهما عن ط وحدها.
(٨) ترجمة -العكبري- في معجم البلدان (٤/ ١٤٢) والكامل في التاريخ (٩/ ٣٢٨) وإِنباه الرواة (٢/ ١١٦ - ١١٨) والتكملة للمنذري (٢/ ٤٦١) وذيل الروضتين (١١٩ - ١٢٠) ووفيات الأعيان (٣/ ١٠٠ - ١٠١) والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد (٢٦٥) والمختصر من أخبار البشر لأبي الفداء (٣/ ١٣١) وسير أعلام النبلاء (٢٢/ ٩١ - ٩٣) والإعلام بوفيات الأعلام (٢٥٣) والعبر (٥/ ٦١) والمختصر المحتاج إِليه (٢/ ١٤٠) ونكت الهميان (١٧٨ - ١٨٠) ومرآة الجنان (٤/ ٣٢ - ٣٣) وذيل طبقات الحنابلة (٢/ ١٠٩ - ١٢٠) والنجوم الزاهرة (٦/ ٢٤٦) وشذرات الذهب (٧/ ١٢١) ولصديقي الدكتور يحيى مير علم حفظه الله كتيب عن العكبري طبع حديثًا.
(٩) أ، ب: العكبراوي.
(١٠) ب: وغير ذلك.