للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان من أكابر الأمراء (١) بحلب، وله الصدقات الكثيرة ووقف بها مدرستين إِحداهما على الشافعية والأخرى على الحنفية، وبنى الخانات والقناطر وغير ذلك من سبل الخيرات [وغزا] الغزوات .

الشيخ علي الكردي (٢) المُوَلَّه المقيم بظاهر باب الجابية.

قال أبو شامة (٣): وقد اختلفوا فيه، فبعض الدماشقة يزعم أنه كان صاحب (٤) كرامات، وأنكر ذلك آخرون، وقالوا ما رآه أحد يصلي ولا يصوم ولا لبس مداسًا، بل كان يدوس النجاسات [ويدخل المسجد على حاله] (٥)، وقال آخرون كان له تابع من الجن يتحدث على لسانه، وحكى السبط (٦) عن امرأة قالت جاء خبر بموت أمي باللاذقية أنها ماتت وقال لي بعضهم إِنها لم تمت، قالت فمررت به وهو قاعد عند المقابر فوقفت عنده فرفع رأسه وقال لي (٧) ماتت ماتت إِيش تعملين؟ فكان كما قال. وحكى (٨) لي عبد الله صاحبي قال جُعْتُ (٩) يومًا وما كان معي شيء فاجتزت به فدفع إِلي نصف درهم وقال: يكفي هذا للخبز والفت بدبس، وقال: مرَّ (١٠) يومًا على الخطيب جمال (١١) الدين الدولعي فقال (١٢) (له): يا شيخ علي أكلت (١٣) اليوم كسيرات يابسة وشربت عليها الماء فكفتني، فقال له الشيخ علي الكردي وما تطلب نفسك شيئًا آخر غير هذا؟ قال لا، فقال يا مسكين (١٤) من يقنع بكسرة يابسة يحبس نفسه في هذه المقصورة (١٥) ولا يقضي ما فرضه الله عليه من الحج.


(١) ب: العلماء.
(٢) ترجمة - علي الكردي - في مرآة الزمان (٨/ ٤٢٠ - ٤٢١) وذيل الروضتين (١٤٦) وتاريخ الإِسلام (١٣/ ٧١٨).
(٣) ذيل الروضتين (١٤٦).
(٤) أ، ب: وله.
(٥) ليس ما بين الحاصرتين في أ، ب، وورد مكانه في أ: ويبول على ثيابه، وما أثبتناه موافق لما في ذيل الروضتين الذي ينقل منه المؤلف.
(٦) مرآة الزمان (٤٢٠) بخلاف في الرواية.
(٧) عن ط وحدها.
(٨) أ، ب: قال: وحكى.
(٩) ط: صبحت.
(١٠) أ، ب: ودخل يومًا.
(١١) أ، ب: كمال الدين. وسترد ترجمة الدولعي في وفيات سنة ٦٣٥.
(١٢) أ، ب: قد أكلت.
(١٣) أ، ب: ودخل يومًا.
(١٤) ط: يا مسلمين.
(١٥) أ: ويحصر نفسه هذا الحصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>