للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلُها، وكُتب التقليد عليها لإقبال المذكور، فرتب فيها المناصب وسار فيها سيرةً جيدةً، وامتدح الشعراءُ هذا الفتح من حيث هو، وكذلك مدحوا فاتحها إِقبالًا (١)، ومن أحسن ما قال بعضهم [في ذلك] (٢):

يا يومَ سابعَ عشرَ شوال الذي … رُزِقَ السعادةَ أَوَّلًا وأخيرًا

هُنّيت فيه بفَتْح إِربلَ مِثْلَما … هُنيتَ فيه وقد جلستَ وزيرًا

يعني أن الوزير نصير الدين بن العلقمي (٣)، قد كان وزر في مثل هذا اليوم من العام الماضي.

وفي مستهل رمضان من هذه السنة شُرع في عمارة دار الحديث الأشرفية بدمشق، وكانت قبل ذلك دارًا للأمير قايماز (٤) وبها حمَّامٌ فهدمت وبنيت (٥) عوضها.

وقد ذكر السبط (٦) في هذه السنة أن في ليلة النصف من شعبان فتحت دار الحديث الأشرفية المجاورة لقلعة دمشق، وأملى بها الشيخ تقي الدين بن الصلاح الحديث، ووقف عليها الأشرف الأوقاف، وجعل بها نعل النبيّ .

قال (٧): وسمع الأشرف صحيح البخاري في هذه السنة على الزبيدي (٨).

قلت: وكذا سمعوا عليه بالدار وبالصالحية.

قال (٩) وفيها: فتح الكامل آمد وحصن كيفا، ووجد عند صاحبها خمسمئة حرة للفراش فعذّبه الأشرف عذابًا أليمًا.

[قال]: وفيها: قصد صاحب ماردين وجيش بلاد الروم الجزيرة فقتلوا وسبوا وفعلوا ما لم يفعله التتار بالمسلمين.


(١) ط: إِقبال. وهو خطأ نحوي.
(٢) عن ط وحدها.
(٣) ترجمة ابن العلقمي سترد في سنة ٦٥٦ هـ.
(٤) هو قايماز بن عبد الله المعظمي الشمسي المعروف بابن فُصَد. توفي بالقاهرة سنة ٦٣٩ هـ. وكان مشهورًا بالشجاعة والإقدام. تكملة المنذري (٣/ ٥٨٨).
(٥) أ، ب: وبنيت الدار عوضها. يقصد دار الحديث.
(٦) مرآة الزمان (٨/ ١٤٨).
(٧) مرآة الزمان (٨/ ٤٤٧).
(٨) تقدمت ترجمة الزبيدي في وفيات سنة ٦٢٩ هـ.
(٩) مرآة الزمان (٨/ ٤٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>