للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبّلْ يديهِ لا عدمتَ وقُلْ له … عنّي بحسنِ تَعطّفٍ وتلطّفِ (١)

إِن ماتَ صنوكَ عن قريبٍ تَلْقَهُ … ما بينَ حَدِّ مُهَنّدٍ ومُثَقَّفِ

أو تُبْطِ عن إِنجادهِ فلقاؤهُ … يومَ القيامةِ في عراصِ الموقفِ

ذكر ما جرى بعده

كان قد عَهِدَ لولده العادلِ وكان صغيرًا بالديار المصرية، وبالبلاد الدمشقية، ولولده الصالح أيوب ببلاد الجزيرة، فأمضى الأمراءُ ذلك، فأما دمشقُ فاختلف الأمراء بها في الملك الناصر داود بن المعظم، والملك الجواد مظفّر الدين يونس بن مودود بن الملك (٢) العادل، فكان ميلُ عماد الدين ابن الشيخ إِلى الجواد، وآخرون إِلى الناصر، وكان نازلًا بدار سامة، فانتظم أمر الجواد وجاءت الرسالة إِلى الناصر أن اخرج من البلد، فركب من دار سامة والعامة وراءه (٣) إِلى القلعة لا يشكون في ولايته الملك، فسلك نحوَ القلعة فلما جاوز العمادية عطف برأس فرسه نحو باب الفرج، فصرخت العامة: لا لا لا، فسار حتى نزل القابون عند وطأة برزة. فعزم (٤) بعض الأمراء الأشرفية على مسكه، فساق فبات بقصر أم حكيم، وساقوا وراءه فتقدم إِلى عجلون فتحصن بها وأمن (٥).

وأما الجواد (٦)

فإِنه ركب في أُبَّهة الملك وأنفق الأموال والخلع على الأمراء. قال السبط (٧): فَرَّقَ ستة آلاف ألف دينار وخمسة آلاف خلعة، وأبطل المكوس والخمور، ونفى الخواطئ واستقرّ ملكه بدمشق، واجتمع عليه الأمراء الشاميون والمصريون، ورحل الناصر داود من عجلون نحو غزة وبلاد الساحل (٨) فاستحوذ عليها، فركب الجواد في طلبه ومعه العساكر الشامية والمصرية، وقال للأشرفية كاتبوه وأطمعوه، فلما وصلت إِليه كتبهم طمع في موافقتهم، فرجع في سبعمئة راكب إِلى نابلس، فقصده الجواد وهو نازل على


(١) ب: تلطف وتعطف.
(٢) عن ط وحدها.
(٣) أ، ب: والعامة من داره.
(٤) أ: يقوم.
(٥) ب: وأمس.
(٦) سترد ترجمة الملك الجواد في وفيات سنة ٦٤١ هـ.
(٧) مرآة الزمان (٨/ ٤٦٨).
(٨) أ، ب: بلاد السواحل.

<<  <  ج: ص:  >  >>