للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكمه، منْ مَكَّنَهُ اللهُ في أرضِهِ وبلادِهِ وائْتَمَنَهُ على خلقِهِ وعبادِهِ، وبسَطَ يَدَهُ وسلطانَهُ، ورَفَعَ مَحَلَّهُ ومكانَهُ، فحقيقٌ عليهِ أن يُؤَدّيَ الأمانَةَ، ويُخْلِصَ الديانةَ، ويُجْمِلَ السَّريرةَ، ويُحْسِنَ السِّيرةَ، ويَجْعَلَ العَدْلَ دَأْبَهُ المَعْهُود، والأَجْرَ (١) غَرَضَهُ المَقْصود، فالظُّلْمَ يُزِلُّ القَدَم، ويُزِيلُ النِّعم، ويجلبُ النِّقَم، ويُهْلِكُ الأُمَم.

وقال أيضًا:

معارضَةُ الطَّبيب تُوجِبُ التَّعذيب.

رُبَّ حِيلَةٍ أنفعُ من قَبيلة.

الموتُ في طلب الثأر خيرٌ من الحياة في عار.

سَمينُ الغضب مَهْزُول، وَوالي الغَدْرِ مَعْزول.

قلوبُ الحكماءِ تَسْتَشِفُّ (٢) الأَسْرار من لَمَحَاتِ الأَبْصار.

اِرْضَ مِنْ أخيكَ في ولايتهِ بعُشْرِ ما كُنْتَ تَعْهَدُهُ في مَوَدَّتِهِ.

التَّواضعُ من مَصَائِدِ الشَّرَفِ.

ما أَحْسَنَ حُسْنَ الظَّنِّ لولا أَنَّ فيهِ العَجْزَ.

ما أَقْبَحَ سُوءَ الظَّنِّ لولا أَنَّ فيهِ الحَزْمَ.

وذكر في غضون (٣) كلامه أَنَّ خادمًا لعبد الله بن عمر أذنبَ فأرادَ ابنُ عمر أن يعاقبَهُ على ذنبه فقال: يا سيدي أما لَكَ ذَنْبٌ تخافُ من الله فيه (٤)؟ قال: بلى، قال: فبالذي (٥) أمهلكَ لما أَمْهَلتني، ثم أَذْنَبَ العبدُ ثانية (٦) فأرادَ عقوبتَه فقال له مثلَ ذلك فعفا عنه، ثم أذنبَ الثالثةَ فعاقبه وهو لا يتكلم فقال له ابن عمر: مالك لم تَقُلْ مِثل ما قلتَ في الأوليين (٧)؟ فقال: يا سيّدي حياءً من حلمك مع تكرار جُرْمي. فَبَكى ابن عمر وقال: أنا أحقُّ بالحياءِ من ربّي، أنتَ حُرٌّ لوجه الله تعالى.

ومن شعره يمدح الخليفة: [من الكامل]


(١) أ، ب: والأمن بحر غرضه المقصود.
(٢) أ، ب: يسفسف.
(٣) أ، ب: في عيون.
(٤) أ، ب: تخاف من الله منه.
(٥) ط: قال بالذي.
(٦) ط: ثانيًا.
(٧) ط: الأولتين؛ وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>