للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: زلزلت الموصل زلزلة عظيمة وتهدَّمت أكثر دورها.

وفي رمضان جهز [الملك] الظاهر صناعًا وأخشابًا وآلات كثيرة لعمارة مسجد رسول الله بعد حريقه فطيف بتلك الأخشاب والآلات بمصر فرحة وتعظيمًا لشأنها (١)، ثم ساروا بها إلى المدينة النبوية.

وفي شوال سار الظاهر إلى الإسكندرية فنظر في أحوالها وأمورها، وعزل قاضيها وخطيبها ناصر الدين أحمد بن المنيَّر ووَلَّى غيره.

وفيها: التقى بركة خان وهولاكو ومع كل واجد جيوش كثيرة فاقتتلوا فهزم الله هولاكو (٢) هزيمة فظيعة وقتل أكثر أصحابه وغرق أكثر من بقي وهرب هو في شرذمة يسيرة (٣) ولله الحمد. ولما نظر بركة خان (٤) كثرة القتلى قال يعز عليَّ أن يقتل المغول بعضهم بعضًا ولكن كيف الحيلة فيمن غيَّر سنَّةَ جنكيزخان ثم غار بركة خان على بلاد القسطنطينية فصانعه (٥) صاحبها وأرسل الظاهر هدايا عظيمة إلى بركة خان (٦).

وقد (٧) أقام البرلي (٨) بحلب خليفةً آخر لقبه بالحاكم، فلما اجتاز به المستنصر سار معه إلى العراق واتفقا على المصلحة، وانقاد الحاكم للمستنصر (٩) لكونه أكبر منه ولله الحمد، ولكن خرج عليهما (١٠) طائفة من التتار ففرقوا شملهما وقتلوا خلقًا ممن كان معهما، وعُدم المستنصر وهرب الحاكم مع الأعراب.

وقد كان المستنصر هذا فتح بلدانًا كثيرة في مسيره [من الشام] (١١) إلى العراق، ولما قاتله بهادر علي شحنة بغداد كسره المستنصر وقتل أكثر أصحابه، ولكن خرج كمين من التتار نجدة فهرب العربان والأكراد الذين كانوا مع المستنصر وثبت هو في طائفة ممن كان معه من الترك فقُتل أكثرهم. وفُقد هو من


(١) أ، ب: بالديار المصرية فرحة بها وتعظيمًا لها.
(٢) أ، ب: جيوش عظيمة فاقتتلا فهزم هولاكو.
(٣) أ، ب: في شرذمة قليلة من أصحابه ولله الحمد.
(٤) أ، ب: ولما نظر بركة قان إلى كثرة القتلى.
(٥) أ، ب: ثم أغار بركة قان على بلاد القسطنطينية وصانعه.
(٦) أ، ب: إلى بركة وتحفًا كثيرة هائلة.
(٧) من هذه اللفظة وعلى مدى صفحتين جاء في أ في آخر سنة ٦٥٩، وآثرت إبقاءها كما وردت في ط ب لوقوعها في مكان تسلسلها التاريخي الصحيح.
(٨) ط: التركي؛ تحريف.
(٩) ط: وإنقاذ الحاكم المستنصر.
(١٠) أ، ب: في آخر السنة.
(١١) عن ط وحدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>