للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا اليوم قبل الصلاة احتيط على القاضي عز الدين بن الصائغ (١) وسجن (٢) بالقلعة وأثبت ابن الحصيري (٣) نائب الحنفي محضرًا يتضمن أن عنده وديعةً بمقدار ثمانية آلاف دينار، من جهة ابن الإسكاف، وكان الذي أثار ذلك شخص قدم من حلب يقال له تاج الدين بن السنجاري، وولي القضاء بعدها بهاء الدين يوسف بن محيي الدين بن الزكي (٤)، وحكم يوم الأحد ثالث وعشرين رجب ومنع الناس من زيارة بن الصائغ، وسعى (٥) بمحضر آخر أن عنده وديعة بقيمة خمس وعشرين ألف دينار للصالح إسماعيل بن أسد الدين، وقام في ذلك ابن الشاكري (٦) والجمال بن الحموي وآخرون، وتكلموا في قضية ثالثة، ثم عقد له مجلس ناله (٧) فيه شدة شديدة، وتَعَصَّبوا عليه ثم أُعيد إلى اعتقاله، وقام في صفه نائب السلطنة حسام الدين لاجين، وجماعة من الأمراء، فكلموا فيه السلطان فأطلقه وخرج إلى منزله، وجاء الناس إلى تهنئته يوم (٨) الإثنين الثالث والعشرين من شعبان، وانتقل من العادلية إلى داره بدرب النقاشة (٩)، وكان عامة جلوسه في المسجد تجاه داره.

وفي رجب باشر حسبة دمشق جمال الدين بن صَصْرى.

وفي شعبان دَرَّسَ الخطيب جمال الدين بن عبد الكافي (١٠) بالغزالية (١١) عوضًا عن الخطيب ابن الحرستاني (١٢)، وأخذ منه الدولعية (١٣) لكمال الدين بن النجار (١٤)، الذي كان وكيل بيت


(١) سترد ترجمة ابن الصائغ في وفيات ٦٨٣ من هذا الجزء إن شاء الله تعالى.
(٢) عن ط وحدها.
(٣) أ - ط: الحصري، وسترد ترجمته ومصادرها في وفيات سنة ٦٩٨ إن شاء الله.
(٤) سترد ترجمة بهاء الدين بن الزكي في حوادث سنة ٦٨٥ من هذا الجزء إن شاء الله.
(٥) ب: يوسف بن قاضي القضاة محيي الدين بن الزكي القرشي وحكم يوم الأحد الثالث والعشرين من رجب - في أ: الثالث عشر من رجب - ومنع الناس من زيارة القاضي عز الدين بن الصائغ وسعى في إثبات محضر آخر.
(٦) ب: ابن السكاكري، وفي ذيل المرآة: الشهاب زكي الأميني والعز التبان.
(٧) ب: مجلس ثالث، وفي ط: مجلس تاله، وما هنا عن أ.
(٨) ب: وذلك يوم.
(٩) درب النقاشة ويسمى اليوم حارة النقاشات وهي الحارة الآخذة من القباقبية إلى الجنوب الشرقي منها ومن الجامع الأموي. وقد ورد حديث عنها في كتاب معالم دمشق التاريخية لأحمد الإيبش ود. قتية الشهابي. طبعة وزارة الثقافة ١٩٩٦ م.
(١٠) سترد ترجمة ابن عبد الكافي في وفيات سنة ٦٨٩ من هذا الجزء إن شاء الله.
(١١) من مدارس الجامع الأموي. الدارس (١/ ٤١٣).
(١٢) ب: محيي الدين بن الحرستاني وسترد ترجمته بعد قليل في وفيات هذه السنة.
(١٣) المدرسة الدولعية بجيرون قبلي المدرسة البادرائية بغرب، وقال بدران: وقد صارت الآن دورًا للسكنى. الدارس (١/ ٢٤٢) ومنادمة الأطلال (٩٨) ومعالم دمشق التاريخية في (٢٢٢ - ٢٢٣).
(١٤) هو محمد بن أحمد بن علي الدمشقي الشافعي مدرسة الدولعية توفي سنة ٦٨٨ الدارس (١/ ٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>