للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: تَوَلَّى خطابة دمشق الشيخ عزَّ الدين (أحمد) الفاروثي الواسطي بعد وفاة زين الدين بن المُرحّل وخطب واستسقى بالناس فلم يُسْقَوْا، ثم خطب مرة ثانية بعد ذلك بأيام عند مسجد القدم، فلم يُسْقَوا (١) ثم ابتهل الناس (من غير دعاية واستسقاية) فسقوا، ثم عزل الفاروثي بعد أيام بالخطيب موفق الدين أبي المعالي محمد بن محمد بن محمد بن عبد المنعم بن حسن المهراني الحموي، كان خطيب (٢) حماة ثم نقل (٣) إلى دمشق في هذه السنة، فقام (٤) وخطب وتألم الفاروثي لذلك ودخل على السلطان واعتقد أن الوزير عزله من غير علمه، فإذا هو قد شعر لذلك واعتذر بأنه إنما عزله لضعفه، فذكر له أنه يُصلِّي ليلةَ النصف مئة ركعة بمئة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فلم يقبلوا واستمروا بالحموي. (وهذه دناءة (٥) وقلة عقل وعدم إخلاص من الفاروثي، وأصاب السلطان في عزله).

وفي هذا اليوم قبض السلطان على الأمير سُنْقُر الأشقر (٦) وغيره فهرب هو والأمير حسام الدين لاجين (السلحدار)، فنادت عليه المنادية بدمشق من أحضره فله ألف دينار، ومن أخفاه شُنق، وركب السلطان ومماليكه في طلبه، فلم [يقعوا له على خبر ودخل يوم العيد والسلطان والمماليك في طلبه] (٧)، وصلى الخطيب بالناس في الميدان الأخضر، وعلى الناس كآبةٌ بسبب تفرّق الكلمة، واضطراب الجيش، واختبط الناس، فلما كان سادس شوال أمسكت العرب سُنْقُر الَأشْقَر فردُّوه على السلطان فأرسله مقيدًا إلى مصر (٨).

وفي هذا اليوم ولى السلطان نيابةَ دمشق لعز الدين أيبك الحموي، عوضًا عن الشّجاعي، وقدم الشجاعي من الروم ثاني يوم عزله (٩) فتلقّاه الفاروثي فقال (١٠): قد عزلنا من الخطابة، فقال ونحن من النيابة، فقال الفاروثي ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: ١٢٩] فلما بلغ ذلك ابن السَّلْعُوس تَغَضَّبَ عليه وكان قد عَيَّنَ له القيمرية فترك ذلك، وسافر


(١) أ: عند مسجد فلم يسقوا.
(٢) ب: كان خطيبها.
(٣) أ: ثم انتقل إلى دمشق.
(٤) ب: في هذه الأيام قام وخطب.
(٥) أ: فلم تصلوا ذلك واستمروا بالحموي وهذه دناءة بشعة وقلة.
(٦) ب: الأمير سيف الدين سنقر الأشقر.
(٧) ما بين الحاصرتين عن ب وحدها.
(٨) ب: إلى الديار المصرية.
(٩) ب: في هذا اليوم الثاني من عزله.
(١٠) أ: وقال.

<<  <  ج: ص:  >  >>