للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الحديث: "إنَّ أهلَ الجنة يدخلونها جُردًا مُرداً مكحّلين أبناء ثلاث وثلاثين (١) ".

وفي الحديث الآخر على ميلاد عيسى وحُسْنِ يوسف (٢).

وكذا قال حماد بن سلمة، عن علي بن زَيْد (٣)، عن سعيد بن المسيب أنه قال: رُفع عيسى وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.

فأما الحديث الذي رواه الحاكم في "مستدركه" ويعقوب بن سفيان الفسوي في "تاريخه" (٤) عن سعيد بن أبي مريم، عن نافع عن يزيد، عن عمارة بن غَزيَّة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، أن أمَّه فاطمة بنت الحسين حدّثته أن عائشة كانت تقول: أخبرتني فاطمة أن رسول الله أخبرها (٥) أنه لم يكن نبي كان بعده نبي إلا عاش الذي بعده نصف عمر الذي كان قبله، وأنه أخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومئة سنة، فلا أراني إلا ذاهب على رأس ستين. هذا لفظ الفسوي، فهو حديث غريب (٦).

قال الحافظ ابن عساكر: والصحيح أن عيسى لم يبلغ هذا العمر، وإنما أراد به مدة مقامه في أمته كما روى سفيان ين عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال: قالت فاطمة: قال لي رسول الله : إن عيسى بن مريم مكث في بني إسرائيل أربعين سنة (٧). وهذا منقطع.

وقال جرير والثوري عن الأعمش عن إبراهيم: مكث عيسى في قومه أربعين عامًا.

ويروى عن أمير المؤمنين علي أن عيسى رُفع في ليلة الثاني والعشرين من رمضان، وتلك الليلة في مثلها توفي علي بعد طعنه بخمسة أيام (٨).

وقد روى الضحاك عن ابن عباس أن عيسى لما رُفع إلى السماء جاءته سحابة فدنت منه حتى جلس عليها، وجاءته مريم فودَّعته وبكت، ثمّ رُفع وهي تنظر، وألقى إليها عيسى بردًا له وقال: هذا علامة ما بيني وبينك يوم القيامة، وألقى عمامته على شمعون، وجعلت أُمُّه تودعه بإصبعها تشير بها إليه حتى


(١) أخرجه الترمذي (٢٥٤٥)، في صفة الجنة، باب ما جاء في سن أهل الجنة، وأحمد في المسند (٥/ ٢٤٣). من طريق معاذ بن جبل .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وبعض أصحاب قتادة رووا هذا عن قتادة مرسلًا ولم يسندوه.
(٢) مختصر تاريخ دمشق (٢٠/ ١٤٢).
(٣) في ط: "يزيد" محرف، وهو علي بن زيد بن جُدعان، ضعيف، من رجال التهذيب.
(٤) لعل الحديث ورد في القسم المفقود من كتابه "المعرفة والتاريخ" لأن المطبوع منه يبدء بسنة (١٣٥ هـ).
(٥) قوله: أخبرها، زيادة من ب وط.
(٦) زاد في ب جدًا. والخبر مفصلًا أورده ابن عساكر. مختصر تاريخه (٢٠/ ١٤١ - ١٤٢).
(٧) مختصر تاريخ دمشق (٢٠/ ١٤٢).
(٨) مختصر تاريخ دمشق (٢٠/ ١٤١).