للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الكاملية، وجامع ابن طولون والصَّالحية والناصرية، وحصل (١) له إقبال كثير من السلطان.

واستقرّ جمال الدين الزَّرعي على قضاء العسكر وتدريس جامع الحاكم، ورسم له أن يجلس مع القضاة بين الحنفي والحنبلي بدار العدل عند السلطان (٢).

وفي مستهلّ جُمادى الأولى أشهد القاضي نجمُ الدِّين الدمشقي (٣) نائب ابن صَصْرَى على نفسه بالحكم ببطلان البيع في الملك الذي اشتراه (٤) ابن القلانسي من تَرِكَةِ المنصوري في الرَّمثا (٥) والثُّوجَة (٦) والفضالية (٧) لكونه بدون ثمن المثل، ونفذه بقية الحكام، وأحضر ابن القلانسي إلى دار السعادة وادَّعى عليه بريع ذلك، ورُسم عليه بها، ثم حكم قاضي القضاة تقي الدين الحنبلي بصحة هذا البيع وبنقض ما حكم به الدّمشقي، ثم نَفَّذَ بقيةُ الحكام ما حكم به الحنبلي.

وفي هذا الشهر قُرِّر على أهل دمشقَ ألف وخمسمئة فارس لكل فارس خمسمئة درهم، وضربت على الأملاك والأوقاف، فتألَّم الناس من ذلك تألُّمًا عظيمًا، وسُعِيَ إلى الخطيب جلال الدين فسعى إلى القضاة واجتمع النَّاس بكرةَ يوم الإثنين ثالث عشر الشهر واحتفلوا (٨) بالاجتماع وأخرجوا معهم المصحف العثماني والأثرَ النبوي والسَّناجق الخليفية، ووقفوا في الموكب، فلما رآهم كَرَاي تغيَّظ عليهم، وشتم القاضي (٩) والخطيب (١٠)، وضربَ مجد الدين التُّونسي (١١) ورسم عليهم ثم أطلقهم بضمانٍ وكفالة، فتألم الناس من ذلك كثيرًا، فلم يمهله الله إلا عشرة أيام فجاءه الأمرُ فجأةً فعُزِلَ وحُبِس، ففرح النّاس بذلك فرحًا شديدًا (١٢)، [ويقال: إن الشيخ تقي الدين بلغه ذلك الخبر عن أهل الشام فأخبر السلطان بذلك فبعثَ من فوره فمسكه شر مسكة] (١٣).

وصفة مسكه أن تقدَّم الأمير سيف الدين أَرْغُون الدَّوادار فنزل في القصر، فلما كان يوم الخميس الثالث والعشرين من جُمادى الأولى خلع على الأمير سيف الدين كَرَاي خِلعة سنية، فلبسها وقبَّل العتبة،


(١) في ط: جعل. وهو تحريف.
(٢) الدرر الكامنة (٢/ ١٦٠).
(٣) هو: أحمد بن عبد المحسن بن معالي، وسيأتي في وفيات سنة (٧٢٦ هـ).
(٤) في ب: الرئيس عز الدين.
(٥) بلدة معروفة، على الحدود السورية الأردنية، من بلاد الشام.
(٦) الثُّوجة وتعرف اليوم بالصّوجة بالصّاد. وهي مزرعة تابعة لقطنا، في سورية.
(٧) في ط: الفصالية بالصاد، وهي مزرعة معروفة في أول المرج. الدارس (٢/ ٣٦٧).
(٨) في أ: اختلفوا. وأثبتنا ما في ب وط وهو الأشبه.
(٩) يعني: ابن صَصْرَى.
(١٠) يعني: جلال الدين القزويني.
(١١) هو: أبو بكر بن محمد بن قاسم، ذكر من قبل، وسيأتي في وفيات سنة (٧١٨ هـ).
(١٢) الدارس (٢/ ٢٩٧).
(١٣) ليست في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>